انطلاقة الأمل

يوسف الأحمد

أنظارنا وقلوبنا مع الأبيض الإماراتي الذي يخوض تجربة رسمية أخرى مع المدرب بينتو، بعدما حل في الدوحة مشاركاً في بطولة كأس الأمم الآسيوية في نسختها الـ23، حيث يتطلع لها الشارع الرياضي من منظور انطلاقة الأمل والطموح الجديد من أجل حضورٍ مميز وظهورٍ مختلف، بعد نسيان وطي صفحة الماضي.

فكما نعلم أن المهمة الآسيوية ليست باليسيرة، ولا تعتبر أيضاً بالمستحيلة، كون المستويات متقاربة بشكل عام، مع استثناء خانة المنتخبات المحيطة بالهرم التنافسي التي ينحصر الصراع بينها في معظم البطولات والمنافسات الآسيوية. لكن ذلك لا يعني إسقاط حق الدخول لتلك المنطقة، والاكتفاء بالتوقف عند حدودها، إذ إنه بات تحدياً للاعبينا في هذه المرحلة من أجل خلط الأوراق والتمرد على الوضع، من خلال العودة والقفز لحجز مكان في تلك الخانة التي سجلوا غياباً طويلاً عنها، مثلما عليهم السعي أيضاً للخروج من منطقة الظل التي عادةً ما تتوقف طموحاتهم عندها، فالقدرات والإمكانات متماثلة بين الفرق المشاركة مع بعض الفوارق البسيطة التي بالإمكان تجاوزها، لو تمت إدارتها وترويضها بشكلٍ يعزز السجال التنافسي، ويُجنبها العثرات المعيقة، فالكفة دائماً تميل لمن يعمل ويجتهد بهدف مقارعة الآخرين للتفوق عليهم، ثم الخروج بمكسب يُرضيه، ويُشبع رغباته التي أتى وتكبد العناء لها.

وقد تتساءل الغالبية هل بإمكان منتخبنا تحطيم تلك الحواجز وكسر القيود التي أعاقته وحدّت سابقاً من وجوده وحضوره اللافت في هذه البطولة؟ بمعنى هل أبيضنا وفق أدواته وأوراقه الحالية قادرٌ على الوصول إلى النقطة البعيدة في هذه النسخة؟ دون أدنى شك، لا يوجد مستحيل في عالم المستديرة، خصوصاً في محيط منتخبات قارتنا الصفراء التي تتناقل وتتبادل فيما بينها عرش القوة والزعامة، لأسباب تؤثر فيها عناصر الاستقرار والاهتمام والأولويات، والتي تلعب دوراً كبيراً في حجب الأضواء عنها لفترة من الزمن، لكنها سرعان ما تنهض ثم تعود لتتشبث بمكانها، وتستعيد وضعها الطبيعي بين منتخبات النخبة.

وعليه، فإنه بإمكان منتخبنا تغيير الصورة الذهنية القديمة وتحسينها بالعمل والتركيز ثم الرغبة الجادة بمشاركة مختلفة، يفرض بها شخصيته وحضوره بتقديم ما يملك من قدرات وقوة حقيقية لا يستهان بها في المستطيل، مع الأخذ بعين الاعتبار أن تصحيح الوضع يبدأ من حيث انتهى الآخرون، كون الجمهور يأمل أن تكون هذه المشاركة انطلاقة لبداية عهدٍ لن يكون كسابقه خصوصاً بعد الفوز 3-1 على هونغ كونغ.

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر