دبي في قلب «مليار متابع»

د. بروين حبيب

حين وصلتني دعوة لحضور «قمة المليار متابع» في نسختها الثانية، التي نظّمتها أكاديمية الإعلام الجديد على مدار يومين في متحف المستقبل في دبي، ذهبت للمشاركة والتردد يتملكني، وأنا المصابة بالإحباط من الانحدار الذي وصل إليه كثير من نجوم «السوشيال ميديا»، وقد كتبت عن ذلك كثيراً، وكنت أشعر بأن الأمر وصل نقطة اللاعودة، وما صيحاتنا إلا تسجيل موقف لا أكثر.

ولكن ما طمأنني أن هذه القمة تنعقد بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وبإشراف من وزير شؤون مجلس الوزراء محمد بن عبدالله القرقاوي، الذي تعاملت معه أول عملي في تلفزيون دبي بمناسبة إطلاق شهر التسوق وأجريت معه لقاء، ولمست من يومها حرصه على الإنجاز والوصول بمهامه إلى نهاياتها جامعاً حوله فريقاً محترفاً من ذوي الاختصاص والعمل الدؤوب.

تعطلت حركة المرور في الشوارع الكبرى المحيطة بأبراج الإمارات، والأرقام لغة لا تكذب: 7000 مشارك، من بينهم أكثر من 3000 صانع محتوى ومؤثر، يتابعهم أكثر من 1.6 مليار شخص، ومشاركة 300 مؤسسة مهتمة بالإنتاج، وبحضور 100 رئيس تنفيذي، و200 متحدث من أشهر صناع المحتوى، مثل السنغالي - الإيطالي خابي الذي يبلغ عدد متابعيه 170 مليوناً، يقدمون أكثر من 100 فعالية متنوعة وجلسات نقاشية وخطابات ملهمة وورشات عمل وحوارات تفاعلية ينشطها نجوم على مستوى العالم، وتغطيه 300 وسيلة إعلامية، إضافة إلى أتباع المؤثرين، بحيث يمكننا اعتبار كل واحد منهم وسيلة إعلام متنقلة.

كل هذا يجعلنا نثمّن سبق دولة الإمارات إلى الاستثمار في هذا القطاع المستقبلي، وتوفير البيئة الملائمة له على صعيد الإنشاءات، مثل أكاديمية الإعلام الجديد أو المبادرة الكريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بإطلاق صندوق بقيمة 150 مليون درهم من أجل دعم صناع المحتوى.

غيّرَ لي حضور هذه القمة نظرتي إلى صناعة المحتوى الرقمي، فاطّلعت على تجارب جادة، إن اشتهر منها بين المتابعين أحمد الغندور (الدحيح)، فهناك مئات غيره من أصحاب المحتويات الممتعة والمفيدة عرض بعضهم تجربته. وأنا واثقة بأن نتائج هذه «القمة المليارية» ستظهر قريباً مع الصندوق الذي أنشئ لدعمها والنماذج الملهمة التي شاركت فيها، وغدت قدوة للشباب الذين هم العمود الفقري لهذا الإعلام الجديد، في ظل ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن «صناعة المحتوى مسؤولية، وصناعة المحتوى علم، وصناعة المحتوى هي مستقبل الإعلام».

DrParweenHabib1@

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر