محترفون أم رفاهية؟

فرح سالم

عندما ننظر إلى واقع لعبة كرة القدم لدينا نصل إلى قناعة تامة بأننا مازلنا في عصر الهواة، رغم مرور أكثر من عقد ونيف على دخولنا عالم ما يسمى بالاحتراف، الذي لم نره على أرض الواقع، ربما تواجد في العقود، لكننا لم نتخلص من العقلية القديمة.

الكثير من الأمور التي تقف أمام تطوّر اللعبة وربما أعادتنا إلى الوراء رغم سنوات قليلة كنا فيها في طريق جيد، بعد ما صنعه جيل أولمبياد لندن من نجاحات بنت لنا طموحات هدت في سنوات قليلة بعد ذلك، لأننا لم نستطع أن نتعامل باحترافية مع المرحلة التالية، ليتم هدم كل شيء، ومرت السنوات ومازلنا نحاول باستحياء من أجل البدء مجدداً.

المعضلة، أن كرة القدم أخذت قفزات بعيدة وهناك من دخل عالم الاحتراف بأفضل طريقة، وتحولت الرياضة الشعبية الأولى إلى دراسات وخطط واستراتيجيات وعمل يشهد منافسة شرسة وصعبة، في حين مازلنا نعتقد أنه يمكن تحقيق الإنجازات بتدريبات مسائية في أوقات فراغ الإداريين وبمنتهى البساطة نطمح لتحقيق التطلعات البعيدة حتى الآن.

عندما نرى هشاشة اللاعبين من الناحية الذهنية وضعف الجانب التكتيكي، إضافة إلى تعامل اللاعبين مع الإعلام وغياب الثقافة الرياضية، مع عدم وجود بيئة احترافية حقيقية يتم توفيرها داخل الأندية، بحيث يكون اللاعب ملزماً بقضاء وقت طويل داخل منشآت النادي ليتم تجهيزه من النواح كافة، سواء البدنية أو الفنية وحتى من ناحية اللغة والجوانب النفسية، في حين مازلنا نشتكي أن لاعبينا يعانون عدم الالتزام، رغم أن السبب واضح للجميع كونه يتدرب لمدة ساعتين فقط يومياً، وبالتالي لديه ساعات فراغ طويلة في يومه، عكس اللاعب في أوروبا الذي يتواجد لمدة 8 ساعات يومية، لذلك تجده يتجه صوب منزله وعائلته للاستعداد للغد بعد يوم منهك.

واقعياً، وبعد أن تمت زيادة مقاعد التأهل إلى كأس العالم 2026 إلى 8 مقاعد ونصف المقعد في قارة آسيا، مازلنا قادرين على المنافسة كوننا في السنوات الماضية كنا ضمن أفضل 10 منتخبات في القارة، لكن ما نراه من عمل في الاتحادات الأخرى، يجعلنا نقلق، لأن الطريقة التي نعتمد عليها الآن لا تخرج من كون أننا نتعامل مع كرة القدم باعتبارها مجرد رفاهية، والدليل أن معظم اللاعبين والإداريين موظفون وليسوا محترفين، يتفرغون للعبة في المساء خلال وقت فراغهم.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر