مرارة الحسرة

يوسف الأحمد

كان مشهداً قاسياً ومؤلماً لعشاقه ومحبيه، عندما سقط الشارقة في نهائي كأس السوبر أمام شباب الأهلي، في ليلة حزينة ستبقى عالقة في ذاكرتهم، حيث تجرعوا مرارة الحسرة وهم يشاهدون انهيار فرقتهم في لحظة خاطفة، وفي صورة صادمة لم يعتادوها، حتى حينما كان في أسوأ الحالات وأضعف المواقف.

فلا غرابة من ذلك الاستياء الذي أعقب تلك النهاية، حيث عبرت جماهير الملك عن حزنها وغضبها من قسوة النتيجة والانتكاسة المفاجئة التي شلت مفاصل الفريق، بسبب الأخطاء المشتركة، ثم الانهيار السريع والاستسلام لظروف المواجهة.

صحيح أنها صفحة وقد طُويت، لكن آثارها وتبعاتها ستحتاج عملاً وجهداً لإعادة ما كان إلى وضعه الصحيح، وإسقاط جلباب الفشل الأخير عن أكتاف الفريق.

ولربما نتفق بأن الشارقة يظل بطلاً وأحد الكبار في مسابقات الموسم، فإنه من الأهمية أيضاً أن يبقى كذلك لصحة وحيوية البطولات التي تحتاج لهذه النوعية من الفرق، التي تُثري وتضيف مستوى وأداءً يُنعش المنافسة ويُلهبها إثارةً وتشويقاً، بما يجذب لها الأنظار ويجعلها تحت دائرة الاهتمام والمتابعة.

ولهذا فإن الزوبعة التي أحاطت أسوار النادي تكاد تكون قد هدأت الآن، لكن بات من الضروري العمل على معالجة الأخطاء وإصلاح ما تم إهماله، كون العمل متسلسلاً من أسفل الهرم إلى رأسه ومتشابكاً بين جميع مكونات النادي، إذ إن رسم القرارات وتحديد الموجهات والأهداف ينطلقان من القاعدة المغذية، التي بلا شك تعمل على تقديم العناصر المميزة لرفد الفريق وتقويته، لاسيما أن مطلب جمهوره هو النهوض من هذه الكبوة، ثم اللحاق بما تبقى من بطولات والعودة لمنصة الأبطال.

تتجه وتتركز الأنظار حالياً نحو معسكر المنتخبب الوطني الأول الذي دخل في مرحلة الإعداد النهائي لخوض غمار بطولة كأس آسيا 2023، التي ستنطلق بعد أيام في قطر.

ولعل الآراء قد تباينت حول هدف المشاركة، بين من يطالب بالمنافسة ومن يرى مواصلة البناء والتأسيس لتكوين نواة لمنتخب قوي لقادم البطولات.

وبين الرؤيتين، فإنه من المنطق دمج الهدفين في مبتغىً واحد، من خلال التطلع لمشاركة مميزة قائمة على معطيات ومقومات محددة قد تقود لمركزٍ طموح ومرضٍ لهذه المرحلة، مثلما أن الاحتكاك وتعزيز الخبرة أيضاً مُهماً لهذه المجموعة الجديدة التي نُعول عليها للمستقبل.

ولهذا فإن المشاركة لابد أن يُحدد مسارها وهدفها للاعبي الأبيض قبل الوصول للدوحة والنزول لأرضية الملعب.

تويتر