نابغةُ العرب ونوابغُ العرب

د. أحمد بن عبدالعزيز الحداد

سيظل شيخُ العروبة ووثَّاب نهضتها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يفاجئ شعبه وأمته العربية والإسلامية كل حين بطموح جديد يسعى لتحقيقه لرفعة شعبه وأمته بين الأمم؛ ومن ذلك هذا البرنامج الحضاري الطموح «نوابغ العرب» الذي يهدف لترشيح شخصيات عربية ضمن ست فئات متميزة في العلوم والعمارة والهندسة والاقتصاد والأدب والطب، الذي قال عنه سموّه: «إن العقول العربية المتميزة قادرةٌ على إثراء وإحياء مساهمتنا العلمية الحضارية في العالم».

لقد وضع أولئك النوابغ أُسس العلوم التي نبغوا فيها، وقد تلقاها غيرهم في الشرق والغرب فطوَّروها حتى غيَّرت وجه الحياة اليوم، وغدت منسوبةً لمن طورها وأحسن تصديرها، ونوابغ اليوم هم أكثر عدداً وأحسن وسائل لتطوير ما سبق به النوابغ الأولون، إلا أنهم يفتقرون لمن يأخذ بأيديهم لإخراج طفرةٍ جديدة من النبوغ العلمي والمعرفي، وها هو رائد الطموح العربي وعاشق الأولية في كل شيءٍ يمد يده إليهم ليخرجهم من زاوية الغفلة والإهمال إلى واقع الشهرة، وذلك بإخراج مكنونات نبوغهم في هذه المعارف التي تحتاجها الإنسانية، وتشجيعهم على مواصلة الابتكار حتى يُسهموا في حضارة اليوم كما أسهم أسلافهم في حضارة الأمس؛ فأنشأ هذا البرنامج الذي يرعاه بنفسه، وعيَّن له فريقاً عالمياً للتنقيب عن أولئك النوابغ أينما كانوا، وبالتصفيات النزيهة عند المنافسة، بقواعد الحوكمة العلمية العالمية؛ ليكون الفائز نابغةً بحق، ويأخذ مكانته بين نوابغ العالم.

إن نوابغ العرب هم أمانةٌ عند الأوفياء من الزعماء، وقد غفل عن القيام بواجبهم زعماء كثيرون، فقيض الله لهم هذا الزعيم الفذ الذي لا يرى سبيلاً للعز والشموخ إلا سعى إليه بالجد والمثابرة، وما ذلك إلا لنبوغه في التطلع للمعالي، والعمل المثالي فهو أحد الذين ينتظمون في عِقد النوابغ المعاصرين، وحقه أن ينال الحظ الأوفى من التكريم والإعزاز. وإذا كنا غير قادرين على تكريمه مادياً كما هو يُكرم النوابغ؛ فإننا قادرون على تكريمه معنوياً بالمحبة والدعاء والتوقير والثناء والشكر والوفاء، وكما وصَّانا رسولنا صلى الله عليه وسلم بقوله: «من صنع إليكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا الله له حتى تروا أن قد كافأتموه» حفظ الله سموّه وزاده توفيقاً وبركة.

كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء في دبي

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر