«قيّم تجربتك».. هذا ما ينقص القطاع العقاري

إسماعيل الحمادي

أعجبني معيار التقييم الجديد الذي أدخلته بلدية دبي على مبادرة التفوق الهندسي، من خلال إتاحة الفرصة لملاك المباني والمطورين لتقييم عمل مكاتب الاستشارات الهندسية وشركات المقاولات المشرفة على بناء مشروعاتهم.

إدخال هذا المعيار على المبادرة له أهداف عدة في آن واحد، في مقدمتها إشراك المالك أو المتعامل، وتحفيزه على إبداء رأيه في تصنيف الشركات الهندسية والمقاولات، وتشجيع هذه الشركات بطريقة لتقديم أفضل خدمة لنيل رضا المالك، فضلاً عن تعزيز جو المنافسة.

ماذا لو تم تطبيق هذا المعيار في القطاع العقاري؟

في مجال التطوير العقاري مثلاً، لا يوجد باب أو مدخل متاح للمتعاملين المشترين لإبداء رأيهم حول جودة الخدمات والبناء التي يقدمها المطور الذي تعاملون معه، والأمر نفسه ينطبق على مكاتب الوساطة والوسطاء، والاستشارات والتقييم.

لدينا على مستوى دائرة الأراضي والأملاك تصنيف للوسطاء، وتصنيف للمطورين، وتصنيفات عدة أخرى، لكن بناءً على حجم وعدد الصفقات والمشروعات التي يسجلها هؤلاء، وليس على حسب رأي المتعاملين فيهم.

«قيم تجربتك».. تبادر إلى ذهني اقتراح هذه الفكرة على الأخوة القائمين على وضع هذه التصنيفات ضمن مختلف التطبيقات العقارية الرسمية، وفي مقدمتها «دبي ريست»، وأظنه ليس مستحيلاً، حيث ستمكن هذه الخدمة الهيئة المسؤولة عن تنظيم القطاع العقاري في دبي من كشف المزيد من الخبايا عن أداء مختلف الشركات العقارية، وحتى الأفراد الذين يمارسون نشاطات مختلفة، مثل الوساطة، والاستشارات، والتقييم، وإعادة ترتيبها، وعدم الاعتماد الكلي على باب الشكاوى.

إعطاء الفرصة للمتعاملين في تصنيف الوسطاء والمطورين والمستشارين وغيرهم، سيعطي قيمة أفضل للتقييم العام لهم على العلن، وسيعطي للجادين والمجتهدين في أداء مهامهم فرصة أكبر للتعامل مع متعاملين جدد، كما سيعطي الثقة والأمان لهذه الفئة في اختيار موفق لمن سيتعاملون معه، وسيختصر عليهم الوقت والجهد في اختيار الجهة الأنسب لهم للتعامل معها بناءً على تلك التقييمات التي نتجت عن تجارب الآخرين.

تصنيف المتعاملين لأصحاب الخدمة لا يكذب، لهذا نرى أكبر الشركات تعتمد هذا التصنيف بقصد تحسين جودة خدماتها، وترسيخ ثقة المتعامل بها، وهذا ما ينقص حالياً في سوق العقار. أحياناً قد لا يكون الإنجاز مرئياً بالعين المجردة، لكن وقعه على نفس المتعامل له أثر كبير، ومردوده أكبر على القطاع والسوق لاحقاً.

ismailalhammadi@

Ismail.alhammadi@alruwad.ae

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر