إسماعيل والطلياني

فرح سالم

أوقفني التصريح الأخير لإسماعيل مطر، بعد مباراة فريقه الوحدة أمام العين، عندما تحدث عن اقتراب نهاية مسيرته، وأنه يطمح إلى أن يكون قد ترك «سمعة» طيبة، وأنه كان دائماً يريد أن يكون مثل قدوته عدنان الطلياني، أسطورة كرة القدم الإماراتية.

الجزئية الأخيرة هي التي لفتت انتباهي، كوننا ولفترة طويلة لم نسمع أو نرى أحد اللاعبين الشبان يتحدث عن رغبته في أن يحقق ما أنجزه عدنان الطلياني وجيله، بقيادة منتخبنا الوطني إلى المونديال، وتحقيق المركز الثاني في كأس آسيا.

للأسف، لا يتم صقل اللاعبين في المراحل السنية من أجل أن يصلوا إلى ما حققه الجيل الذهبي، سألت كثيراً من اللاعبين الصاعدين عن أحلامهم، وكانت الإجابة دوماً أنهم يرغبون في الحصول على الألقاب المحلية مع أنديتهم، ويبدو أن هذا ما يتم العمل عليه في المراحل السنية للفرق.

لا أتفق مع مسألة أن لدينا شحاً في المواهب، لأن مشكلتنا في عملية صقل اللاعبين وطموحاتهم، خاصة أن لدينا أسماء حققت جائزة أفضل لاعب في آسيا مثل عموري وقبله أحمد خليل، وهناك من نافس عليها مثل إسماعيل مطر وإسماعيل أحمد، لذلك فالمشكلة الرئيسة هي أن التأسيس حاليا خطأ تتحمله أغلب إدارات الأندية لضعف أكاديمياتها وكوادرها، سواء المدربون أو الإداريون.

يجب أن يكون طموح اللاعب في صغره مثلما حققه الطلياني وجيله، مثلما في البرازيل نسمع عن بيليه، والأرجنتين مارادونا، وزيدان فرنسا، فنحن لدينا الطلياني الذي جلب لنا مجد كرة القدم رفقة زملائه.

وعلى أي لاعب أن يعلم أنه مهما حقق من ألقاب محلية بمختلف المسابقات، فلن يوجد هناك بجانب الطلياني ورفاقه، لأنهم هم الأساطير الذين صنعوا اسم الإمارات في كرة القدم، وإذ أراد أي لاعب أن يصنع اسمه وذكرى تاريخية، فعليه أن يحقق ما وصل إليه ذلك الجيل، والأحلام بلا شك مشروعة للجميع، لكن للأسف في أغلب أكاديمياتنا يتم وضع سقف لأحلام مواهبنا.

لذلك، بدلاً من لوم اللاعبين على ضعف طموحاتهم وإمكاناتهم، يجب تسليط الضوء على من أوصلهم إلى هذا الوضع، بعدما تم تكوينهم على ألّا يرفعوا «سقف الأحلام».

قراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

 

تويتر