مقالب «السماسرة»

فرح سالم

يبدو أن الكثير من أندية دورينا ستتجه إلى إجراء تغييرات عدة على مستوى المحترفين في الانتقالات الشتوية المقبلة مع استغلال فترة التوقف الطويلة، بسبب مشاركة منتخبنا الأول في كأس آسيا التي تنطلق منتصف يناير المقبل.

لم تُوفق الكثير من الأندية في اللاعبين المحترفين الذين تم استقطابهم الصيف الماضي، وهناك عدم رضا واضح من قبل جماهير أندية عدة عن أسماء عديدة تم التعاقد معها من أجل صنع الفارق، لكنهم تحولوا إلى عبء على الفريق، ومعظم الفرق تعاني على مستوى النتائج بسبب سوء خيارات الصيف الماضي.

تكمن المشكلة في أن عملية التعاقدات الخاصة بفرقنا تقليدية للغاية، حسب الميزانية والعلاقات مع وكلاء اللاعبين، وللأسف غالبية الوكلاء الذين تتعامل معهم أنديتنا مجرد وسطاء جُل همّهم إبرام الصفقة بغض النظر عن نجاحها أو فشلها.

الأمر الآخر أن الأرقام التي باتت تضعها الأندية من أجل التعاقد مع المحترفين ضعيفة، ومن الصعب أن تجلب لك محترفين يصنعون الفارق، بل يصبحون عبئاً على الفريق، والتخلص منهم يكون صعباً للغاية، ناهيك بأن الاختيارات تكون عشوائية وليست حسب حاجة النادي.

من المؤسف أن تنسف موسم فريق كامل بسبب سوء الخيارات على مستوى الأجانب، ولا أدري ما الذي يشغل إداراتنا ويمنعهم من عمل متابعة دقيقة وحثيثة من أجل جلب اللاعب المناسب الذي يفيد الفريق ويصنع له الفارق، بدلاً من التعامل بطريقة بسيطة وعشوائية تقف على شطارة «السمسار»، الذي بلا شك يأمل في أن تكون الأندية في حالة تغيير مستمر على صعيد اللاعبين لكي يكسب مادياً.

في الوقت الذي نتحدث عن الاحتراف ونلوم اللاعبين على عدم تطبيقهم للاحتراف بشكل كامل، نتناسى أو نتغاضى بالأصح عن أن العقبة التي تقف أمام كل ذلك هي أن بعض الإدارات مازالت ترغب في إدارة اللعبة والأندية بالطريقة القديمة والعقليات السابقة التي تقف على ضربة الحظ والتوفيق؛ لأن غالبية الإدارات لا تعترف بالأرقام والبيانات والرؤية الفنية بل بالثقة المبنية مع وكلاء اللاعبين، والتركيز دائماً يكون على نجاحات سابقة للاعبين، لاسيما إذا كان في مسابقة قريبة، ضاربين باحتياجات الفريق وطريقة لعب المدرب عرض الحائط. 

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر