عقارات بلا انبعاثات..

إسماعيل الحمادي

قبل سنة من الآن، وتحديداً في الأول من ديسمبر 2022، تطرقت من خلال هذا المنبر لتوضيح بعض النقاط الخاصة بـ«البناء المستدام»، عبر موضوع «الاستثمار العقاري الأخضر بين التكاليف والمكاسب»، أشرت من خلاله إلى ارتفاع نسبة الانبعاثات الدفيئة بالقطاع العقاري، التي تؤثر سلباً على المناخ، حيث ينتج هذا القطاع 29% انبعاثات تشغيلية، و11% انبعاثات مواد البناء والتشييد. وأشرت فيه كذلك إلى توجه المطورين إلى بناء مشروعات عقارية صديقة للبيئة، وتوجيه دعوة لدعم هذا المسار، رغم ارتفاع كلفته، لكنه يعود بالفائدة على المطورين من حيث نسبة الإشغال، وارتفاع العائد الإيجاري.

في هذه السنة، ازداد التركيز على تعزيز التوجه نحو البناء الصديق للبيئة، تماشياً مع مستهدفات دولة الإمارات برفع سقف خفض الانبعاثات الكربونية، تزامناً مع استضافة دبي لأكبر حدثين عالميين في المنطقة في وقت واحد: أكبر اجتماع سنوي للأمم المتحدة بشأن المناخ «كوب 28»، وأكبر معرض متخصص في قطاع البناء والتشييد في الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا «الخمسة الكبار» الذي ركز على تعزيز الحوارات حول أنظمة وتقنيات البناء المتطورة والمبتكرة، لتقليل استهلاك الطاقة في المباني بنسب كبيرة.

تحت مظلة «كوب 28» و«الخمسة الكبار» تواصل الإمارات نهجها الثابت في تعزيز مكانتها باعتبارها دولة رائدة عالمياً تدعم قضايا التغير المناخي.

علماً أن دولتنا تبنت هذا المبدأ في قطاع العقارات منذ ما يزيد على 12 سنة تقريباً، من خلال نظام المباني الخضراء، وبدأت شركات التطوير العقاري تدريجياً بالالتزام بهذا النظام، بمعنى نحن لدينا الجرأة اليوم لنقول إنه في الإمارات، ودبي خصوصاً، تم تبني وتقديم تجربة فريدة في مجال التطوير العقاري الصديق للبيئة مبكراً، والمساهمة في نشر المعرفة عن البناء الاخضر، في وقت كانت فيه هذه المعرفة محدودة وغير مفهومة في 90% من الأسواق العقارية العالمية.

خريطة طريق لخفض الكربون في القطاع العقاري بدأت منذ أكثر من عقد من الزمن، وما نراه اليوم هو إتمام لترسيخ هذه الخريطة في كل مجالات البناء، مع التركيز على المشروعات العقارية للتملك الحر.

وعلى ضوء المخرجات والشراكات المتوصل إليها من خلال «الخمسة الكبار» و«كوب 28»، فإننا نتوقع في المستقبل القريب استحداث مسارات لرصد التحديات التي يواجهها المطورون العقاريون في مجال التطوير المستدام، ومساعدتهم على معالجتها وفق أحدث الحلول الداعمة للحد من الانبعاثات في القطاع، وتعزيز تنافسيته العالمية.

ismailalhammadi@

Ismail.alhammadi@alruwad.ae

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر