«كهوف الإدارات»
لاتزال بعض إدارات أنديتنا تواصل تعاملها غير الاحترافي مع اللاعبين في مسائل يمكن حلها بمنتهى البساطة، إلا أن الإصرار على الاحتفاظ بطريقة سبعينات القرن الماضي، والاعتماد على العقلية القديمة في إدارة اللعبة، أمر مؤسف حقاً، لأننا توقعنا أن هذه الأساليب اندثرت مع العقليات التي من المفترض أن تكون أكل عليها الدهر وشرب.
من غير الممكن أن نكون في 2023، ومازلت تحارب اللاعبين بطريقة وضعهم على الدكة وحرمانهم المباريات أو إجبارهم على خوض تدريبات فردية بعيداً عن الفريق، إضافة إلى أساليب مثل ضم اللاعب إلى الفريق الرديف، بسبب أنه يرفض تمديد عقده ويطالب بامتيازات جديدة نظير العقود المقدمة له.
بطبيعة الحال، يعمل كل لاعب أو شخص في الحياة من أجل تأمين مستقبله عبر الحصول على الامتيازات التي يرى أنه يستحقها، وأي لاعب كرة قدم محترف يسعى لأفضل عقد ممكن، لاسيما وأن لديه سنوات معدودة في عالم الساحرة المستديرة، وكذلك من حق إدارات الأندية أن تحافظ على اللاعبين خصوصاً أن لدينا مشكلة كبيرة في الفترة الأخيرة بالنسبة للمواهب المحلية وعدم وجود بدائل وحلول أخرى.
لكن في الوقت ذاته لا يمكن أن تعمل على أن تؤثر على استمرارية اللاعب بهذه الطريقة المجحفة، خصوصاً أن العديد من الأسماء التي عانت هذا الأمر تعتبر دولية، ولطالما سمعنا عن تصرفات لا علاقة لها بالاحتراف ولا تمت للإدارة الرياضية بصلة، خصوصاً بالنسبة للاعبين الشبان.
إذا كانت الإدارة تظن أن هذا الأسلوب يضمن حقها فهي مخطئة تماماً، لأنه يفقد الكثير من الاحترام بين الطرفين، والمؤسف أنه يؤثر على مستوى اللاعب واستقراره، في الوقت الذي يمكن أن تتعامل فيه باحترافية وتضع أساساً مبنياً على أن الفريق لا يقف على لاعب واحد، وأن تقدم عروضك بناء على قدراتك المالية بما يضمن الاستمرارية ويحفظ الاستقرار داخل الفريق.
لكن، كل مرة تكشف لنا الإدارات أنها الضلع الأضعف في اللعبة، وأن ما يحدث من تراجع في المستويات وعدم التطور والنمو يعود سببه الأول إلى عدم تطبيقنا الاحتراف بشكل صحيح على المستوى الإداري، الذي هو الأساس الذي تُبنى عليه كرة القدم، لكنه أساس هش لا يواكب القفزات التي أخذتها اللعبة في مختلف أنحاء العالم.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.