عيد الاتحاد والعزّ الوطني

د. أحمد بن عبدالعزيز الحداد

يعتزُّ الناس بأيامهم الوطنية ومناسباتهم السعيدة حسب أعرافهم، وليس هناك في عصرنا الحاضر يوم أعزُّ من يوم الاتحاد الذي أقيم قبل 52 عاماً على يد المؤسس الراحل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمه الله، وإخوانهما شيوخ الإمارات، رحمهم الله جميعاً، أولئك الذين أرسوا قواعد دولة الاتحاد الإماراتي المجيد، أسسوه على تقوى من الله تعالى ورضوان، ليقيموا على هذا الاتحاد دولةً نموذجية في العالم، على أُسس البناء الحضاري، والإخاء الإنساني، والتعاون المشترك من أجل سعادة الإنسان، وحماية البيئة، فأقاموا صرحاً حضارياً في وقت قياسي.

لذلك كلما جاء اليوم الثاني من ديسمبر فإن الفرح يجلجل بصوته، والسعادة برونقها، قائلين: إن هذا يوم مشهود، شهد العالم بأنه من نعم الله تعالى الكبرى على هذه الأمة، فنقلها من التفرق والشتات إلى عصمة الاتحاد، وقوة الإرادة، وبالغ الطموح المبارك، فهو من أيام الله تعالى التي ينبغي أن تذكر وتشهر، كما يشير لذلك قوله تعالى: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ﴾، أي الأيام التي منّ الله تعالى فيها على عباده بالنعم، وليست هناك نعمة أولى بالتذكير من هذه النعمة، فلابد أن تكون له ميزة تخصه من بين الأيام، ليذكر فيه فضل الآباء المؤسسين، ويشاد فيه بسيرة خلفائهم الميامين الذين ترسموا خطى الآباء، فشمروا عن ساعد الجد ليواصلوا السير الميمون بأحسن صورة وأبهى مسيرة، حتى جعلوا الإمارات أُمنِيَّة كل إنسان يود العيش الآمن الرغيد، وأنموذجاً يحتذى لبناء حضارة القرن 20 و21 في كل ما تعنيه الحضارة المعاصرة؛ عمرانياً، وتقنياً، وأمنياً، وعدالة، وبيئياً.

إن عيد الاتحاد لدولة الإمارات العربية المتحدة، حقه أن يسمى يوم الفضل العظيم على هذا الشعب الكريم الذي عرف معنى الوفاء للمؤسسين، والولاء للقيادة الرشيدة، والعمل الجاد من أجل رفعة البلاد وتقدمها ورُقيِّها، حتى غدا الشعب الإماراتي مقدراً معززاً مكرماً أينما حل وارتحل، وحسبه أن يجوب جُل دول العالم مرحباً به بغير تأشيرة دخول، وما كان للمواطن الإماراتي أن ينال ذلك كله لولا هذه السمعة الطيبة، والتقدير الكبير الذي صنعته القيادة الرشيدة مع القريب والبعيد، فحُقَّ له أن يجعل يوم الاتحاد يوماً مشهوداً يظهر فيه البشر والسعادة وشكر المنعم المتفضل الذي وفق القادة المؤسسين إلى غرس شجرة الاتحاد بنية صالحة، وشكر تلك الأيادي الطاهرة التي غرست ورعت، وتابعتها قيادات رعت ما أسسه الآباء حتى اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج.

وهكذا تكون الذكريات الصالحة النافعة التي يتفاخر بها الناس وتتعاقب عليها الأجيال، فلمثل هذا فليعمل العاملون.

كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء في دبي

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر