الذكاء الاصطناعي وصناعة البناء

إسماعيل الحمادي

ثورة الذكاء الاصطناعي تغزو صناعة البناء حالياً، حيث يهدف تعزيز استخدام هذه التقنية إلى تحسين الجودة، ورفع الكفاءة، وتقديم مزايا كبيرة من حيث كلفة وجودة وسلامة المشروعات العقارية بمختلف أنواعها، من خلال مساعدة شركات البناء في تحسين إدارة المشروعات، وتخطيط الإنتاج بشكل أفضل، مع إنجاز التحليلات الضخمة، والتنبؤ بالمشكلات المحتملة في وقت مبكر، واتخاذ إجراءات لحلها، والتحقق من تنفيذ الإجراءات الأمنية، وتوجيه العمال بشكل أفضل، بما يضمن سلامتهم وسلامة المنتج.

كما يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة في تحسين إدارة المشروعات، وجدولة الأعمال، وإدارة التكاليف، ومراقبة التقدم، إلى جانب تحسين عمليات التصميم والهندسة، والمساعدة في إنشاء نماذج ثلاثية الأبعاد وتحليلات هندسية دقيقة.

قطاع البناء والعقارات في الإمارات عموماً، وفي دبي بشكل خاص، ليس بمعزل عن تلك الثورة، بل يمكن اعتباره قائداً في هذا المجال، كونه على مشارف قفزة نوعية هي الأولى من نوعها في المنطقة وفي العالم على حد كبير، بالنظر إلى واقعه الحالي، والابتكارات المرتقبة لهذا القطاع خلال وقت قريب التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، والتي كشفت عنها جهات معنية بالقطاع خلال النسخة الأخيرة من «جيتكس غلوبال 2023».

لقد أعلنت بلدية دبي أنها بصدد إطلاق مشروع لضبط مخالفات البناء مع بداية عام 2024 باستخدام الذكاء الاصطناعي، حيث سيقلص هذا المشروع عدد المفتشين الميدانيين بنسبة 50%، ويختصر الوقت والجهد.

يأتي هذا إلى جانب اعتماد البلدية تقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد في قطاع البناء، مواكبةً لاستراتيجية دبي للطباعة ثلاثية الأبعاد، التي تستهدف رفع نسبة المباني المنفذة والمطبوعة بشكل ثلاثي الأبعاد في دبي بصورة تدريجية لتحقيق نسبة لا تقل عن 25% بحلول 2030.

أصبح الذكاء الاصطناعي يستخدم لتحسين استدامة مشروعات البناء من خلال تحسين إدارة النفايات، واستخدام مواد بناء صديقة للبيئة، علاوة على تحليل احتياجات العمالة والتنبؤ بالمهارات المطلوبة، ما يساعد في تخطيط التوظيف والتدريب.. لطالما كانت دبي سبّاقة في مجال الذكاء والتكنولوجيا، وهي اليوم تقود جهود تبنّي الذكاء الاصطناعي بصناعة البناء في المنطقة كخطوة ريادية معهودة لإمارة يعتبر الابتكار أحد مقوماتها الرئيسة لخططها المستقبلية.

@ismailalhammadi

Ismail.alhammadi@alruwad.ae

تويتر