«الصافرة»

يوسف الأحمد

لا شك أن الدعم الذي يحظى به «قضاة الملاعب» كان سبباً في ظهور أسماءٍ لامعة ومُشرفة من هذا الشريك المميز لمنظومتنا الكروية، مثلما يبقى الجميع في صف الصافرة المحلية، بل يقف معها قلباً وقالباً كي تواصل مسيرتها الناجحة التي أثرت بها سجل الإنجازات خلال العقود الماضية، فهي تُعد أحد الكوادر المغذية لمكتسباتنا الكروية، لما تمتلك من صفات التفوق والمهارة التي جعلتها تتبوأ مكانة مرموقة ضمن صافرة النخبة بالقارة.

ولا خلاف على أن عناصر التحكيم يبذلون جهداً كبيراً في هذا السلك، رغم التحديات والعراقيل التي تواجههم، إلا أن عطاءهم ونجاحهم في الملاعب المحلية والدولية ترك بصمة مضيئة في مشوارهم وجعلهم في مقدمة الركب، الذين قدموا إضافة جليلة لسجلنا الكروي في مختلف البطولات والمحافل.

لكن في الوقت ذاته، فإنه لا يمكن التغافل أو غض الطرف عن بعض الأخطاء التي تظهر بين فترة وأخرى، لاسيما الهفوات الكبيرة التي لا يمكن اعتبارها جزءاً من اللعبة، والتي لها أشكال عدة مثل ما يأتي في صورة تهورٍ وتدخلٍ عنيف يُسبب الأذى للآخر، أو كالذي يكون بشكل إصرارٍ على قرارٍ غامض يراه الجميع غير صحيح. وهذه من الأمور التي لها تأثير سلبي في المستطيل الأخضر، وتهزّ من شخصية الحكم وأدائه، بما يؤثر أيضاً على تقييمه ويُبعده لفترةٍ ما عن الملاعب.

وفي ظل وجود (الفار) فإنه لا عذر لتلك الهفوات الغريبة، حيث بات (الفار) أداة مساندة لاتخاذ القرار مثلما أسهم أيضاً في تحسين ورفع مستوى الأداء التحكيمي وتجنيبه للأخطاء، من خلال إعطاء كل ذي حق حقه وإنصاف المتضررين قدر الإمكان. وقد نتفق أن الصافرة قد تخرج في جزء من الثانية، لكن بالإمكان التراجع عنها وتصويبها إن كان هناك شك أو تردد، فالأمر لم يعد محالاً كما كان بالسابق، فهناك فريق خلف شاشة (الفار) يكون مسانداً وداعماً بالتنبيه والتوجيه عند الحالات الغامضة والمشبوهة، والتراجع ثم تصحيح القرار يرفع كذلك الحرج واللوم عن محيط «قضاة الملاعب» ويُبعدهم أيضاً عن الضغوط ما يمنحهم أريحية وثقة كبيرة في ضبط الأمور داخل الملعب. ومع التأكيد على دعم (صافرتنا المحلية) ومساندتها في كل الأحوال والظروف، إلا أن بعض الحالات حولها استفهام مُحير؟!

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر