الشهادة أم المهارة للعمل في القطاع العقاري؟

إسماعيل الحمادي

الشهادة أم المهارة.. أيهما أفضل للعمل في القطاع العقاري؟ تبادر هذا السؤال إلى ذهني مرات عدة، فقررت أن أجري تجربة شخصية بميدان العمل، بحكم أنني أعمل في صناعة العقارات لمدة تقارب ثلاثة عقود من الزمن، وبحكم أنني مؤسس ورئيس تنفيذي لثلاث مؤسسات خاصة في مجال الاستشارات والتسويق العقاري واستشارات إدارة وتطوير المشروعات العقارية والتثمين العقاري.

في الواقع، وجدت أن المهارات ضرورية جداً لأداء المهام على وجه تام، فالشهادات وحدها لا تكفي في معظم الأنشطة العقارية، وهناك مهارات على حاملي الشهادات العقارية تعلمها وتطويرها لتحقيق أداء أفضل، فمثلاً رخصة وساطة عقارية لا تعطي صاحبها الدفع القوي للانطلاق وتحقيق إنجازات في مجال الوساطة إذا لم يتمتع بمجموعة مهارات، منها مهارات التفاوض، ومهارات التواصل، ومهارات الحساب والفهم العميق للقوانين، التي لا يمكن تعلمها إلا بالقراءة والبحث واستمرارية الاطلاع على المستجدات بالساحة العقارية.

مجال التقييم العقاري، هو الآخر يتطلب شهادة معتمدة أولاً إلى جانب مهارات أخرى، حتى يؤدي المقيم العقاري مهمته على أحسن وجه، فهذا المجال يتطلب مزيجاً من المعرفة الفنية والمهارات العملية لضمان تقديم تقييمات دقيقة وموثوقة للعقارات، تشمل معرفة مختلف أنواع العقارات، مع امتلاك فهم جيد للتفاصيل الفنية للمباني والأراضي، ومعرفة عميقة بالقوانين واللوائح ومعايير التقييم المحلية والوطنية، علاوة على قدرة مقيم العقارات على البحث وجمع المعلومات عن الأسعار المماثلة، والتطورات في السوق، وتحليل البيانات، والإلمام بالتقنيات والأدوات الحديثة المستخدمة في التقييم العقاري، وأهم البرمجيات الخاصة بالتقييم ونظم المعلومات الجغرافية.

مهارات التفاوض والاتصال الجيد للتفاعل مع العملاء وشرح المعلومات بكفاءة، مطلوبة هي الأخرى إلى جانب شهادة مقيم عقاري معتمد، وبشكل عام هي مهارات مطلوبة في جميع التخصصات العقارية إلى جانب الشهادات الرسمية الخاصة بها.

من خلال هذه التجربة التي أجريتها في محيطي، توصلت إلى نتائج عدة، مفادها أن المهارات المكتسبة في مجال صناعة العقارات أو في أي مجال آخر، تُكمل جدوى الشهادة المُتحصّل عليها في المجال، كما توصلت إلى أن المهارات لا تأتي مصادفة إن لم يكن الفرد مهتماً بالتعلم والاطلاع المستمر على المستجدات.

نتيجة أخرى توصلت إليها كذلك، وهي أن نجاح العمل في القطاع العقاري يعتمد بنسبة 80% على المهارات الذاتية والمكتسبة، و20% لصالح الشهادة، وأن المهارات سلاح قوي للدخول والمنافسة في سوق العمل العقاري.

ismailalhammadi@

Ismail.alhammadi@alruwad.ae

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر