القفز بـ «اللعبة»

فرح سالم

في الوقت الذي بات فيه عمل أكاديميات الأندية تقليدياً، وأصبح من الصعب تفريخ مواهب كروية ذات مستوى عالٍ يمكن أن يُراهَن عليهم، هناك صعوبة في بناء مستقبل كرة القدم اعتماداً على عمل الأندية في الفئات السنية، بدليل أن النجاحات السابقة التي حققناها كانت نتاج عمل دؤوب لمنتخباتنا الوطنية حتى جيل أولمبياد لندن، ثم اختفى كل شيء.

المنحنى الجديد الذي دخلته اللعبة لدينا، عبر الاعتماد على اللاعب المقيم، يمكن أن نستفيد منه بشكل أفضل مستقبلاً بطريقة تضمن لنا الاستمرارية، لأن الحلول الحالية التي استخدمت هي من أجل السنوات العشر المقبلة، والقفزة الكبرى ستكون بعد ذلك في حال شاهدنا عملاً أكبر في الفئات السنية.

بات واضحاً أننا بحاجة إلى أكاديمية على مستوى عالٍ تحت إشراف اتحاد كرة القدم، يكون لها الحق في ضم المواهب الذين يمتلكون الموهبة، من أجل إدراجهم في برنامج طويل الأمد وفترات معايشة خارجية، إضافة إلى تطويرهم فنياً، مع الجانب الأكاديمي الذي أصبح مهماً في عالم الساحرة المستديرة.

هذه الأكاديمية ستسمح للاعبين المقيمين الذين يمكن أن تستفيد منهم منتخباتنا، بالانخراط أكثر، وكذلك ستمنح فرصة نمو أكبر لمواهبنا الذين تحد مسابقات المراحل السنية من قدراتهم، إضافة إلى أن تركيز الناشئين يكون منصباً هنا على أن يكونوا لاعبي كرة قدم محترفين.

العمل التقليدي الذي نقف عليه في أنديتنا أثّر فينا كثيراً، وفشل منتخباتنا السنية بسببه، واتجاهنا نحو اللاعب المقيم أيضاً بسببه، ونعلم أنه من الصعب جداً أن تقوم بتغيير طريقة عمل الأندية بسهولة للخصوصية التي تتمتع بها، لذلك لابد من آلية تضمن لنا الحفاظ على المواهب وتطويرهم ذهنياً وفنياً وأكاديمياً، بما يحقق لنا الطموحات المرجوّة.

نتذكر جميعاً الطريقة التي اعتمدت عليها منتخباتنا السنية في بداية الألفية، ووصلت إلى خوض معسكرات خارجية طويلة الأمد، والتركيز على أن يكون وجود اللاعب في المنتخبات أطول من النادي، وكانت النتائج واضحة حتى عام 2015.

بكل صراحة، عقلية أكاديميات أنديتنا لا تتجاوز بناء اللاعبين من أجل تحقيق الألقاب المحلية، ومعظم العمل مازال تقليدياً ومبنياً على الترفيه، بعيداً كل البعد عن الاحترافية المطلوبة، وهناك أندية مازالت ترتكز على مدربين لم يتجاوزوا مرحلة ثمانينات القرن الماضي، لذلك لابد من نقلة جادة تضمن لنا مستقبلاً أفضل.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر