مرحلة جديدة للمنتخب

هي مرحلة جديدة يمر بها منتخبنا الوطني الأول الذي ينظر إليه الجميع بإيجاب، وتفاؤل نحو قادم أفضل ومُبشر من أجل ظهور ناصع كبياض لونه الباهي، أملاً في أن يُحلق عالياً في سماء النجاح والانتصار، ويُغرد تفوقاً في فلك الأقوياء والكبار.

ومما لا شك فيه أن العمل والجهد المبذول يأتيان في مرمى المساعي الهادفة للإصلاح والبناء، لاسيما المتغيرات والتطورات الملحوظة التي حلت على القالب العام، بدءاً من الجهاز الفني وانتهاءً باللاعبين، الذين باتوا أمام محك حقيقي ومسؤولية كبيرة لفرض ذاتهم، ثم تغيير الصورة النمطية القديمة السائدة عن المنتخب.

إلا أن الأهم من بين خطوط البناء والإعداد هي إعادة الثقة وتعزيزها لدى الشارع الرياضي، الذي تشرب من الإحباطات والإخفاقات المتكررة ما يكفيه، وما أجبره أيضاً على الهجران والمقاطعة مع عدم الاكتراث والاهتمام بالحضور والمتابعة، بعدما صار الأمر سيان، بسبب المخرجات السلبية وما تبعها من ضعف في الأداء وعجز أمام الخصوم.

ولعل الوديات الأخيرة التي خاضها «الأبيض» أعطت شيئاً من الانطباع الحسن للوضع الفني المنتظر ظهوره بشكل رسمي، مثلما بعث رسالة اطمئنان لجماهيره التي تتطلع بشغف للفترة المقبلة، وما تتأمله من عودة قوية لمناكفة الآخرين ومقارعتهم، بما يعيده كذلك لتبوؤ مراكز الصدارة، ويجعله أيضاً على رؤوس المنافسين، فهو مطلبٌ مشروع للجميع، لكن وجب الحذر والتريث، كون المواجهات الودية ليست بمقياس أو معيار يُعتد به قبل الدخول في المعترك الحقيقي، إذ إن الوديات تختلف، وقد تكون خادعة في الوقت

نفسه، نتيجة تحررها من الضغوط والجدية والالتزام الفعلي من الطرفين، بسبب اختلاف الظروف والدواعي هنا، فالمشاركات الرسمية عادةً ما تكشف حقيقتها وتُبين مدى كفاءة الإعداد وقوة الظهور والاستعراض إبان اللقاءات التجريبية والتحضيرية.

ولعل الحديث عن مستقبل «الأبيض» قد أخذ حيزاً كبيراً من النقاش والجدال مع تباين الرؤى والأفكار، التي لم تخل من تعارض واتفاق في مواضع كثيرة، لكنها اجتمعت على ضرورة النهوض، ثم الانطلاق بقوة وعزم لتعويض ما فات.

ما فقدته كرة الإمارات في السنوات الماضية ليس بالأمر اليسير على محبيها، خصوصاً أنها وصلت إلى مرحلة جعلتها في مصاف نخبة القارة بعد تفوقها وتميزها، لكن بسبب التقلبات العكسية خسرت مكانتها، وتزحزحت من أعلى القمة متراجعة إلى الوراء. لذا فإن مرحلة البناء والتجديد الحالية مهمة للعودة ولطي صفحة الماضي، مثلما أنها تُعد بداية خير لعهد جديد.

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

الأكثر مشاركة