العقار مع ضمان التمويل

إسماعيل الحمادي

عالم الإعلانات العقارية متشعب، ويختلف من شركة إلى أخرى، ومن نوع محتوى إلى آخر، لكن الهدف منها واحد، وهو جذب اهتمام أكبر عدد ممكن من المشترين المحتملين، لذلك تختلف الكلمات والعبارات، حتى تصل إلى دفع بعض المسوقين، والوسطاء العقاريين على وجه الخصوص، إلى إطلاق وعود للمشتري لإقناعه بالشراء، غير أن بعض تلك الوعود يكون وهمياً.

ومن تلك الوعود الوهمية التي رأيتها مرات عدة، وعود بتوفير تمويل عقاري للمشتري، وكم من مشترٍ وقع ضحية هذه الوعود، لأنه قرر أن يشتري عقاراً للاستفادة في تمويل مؤكد، ليجد في نهاية المطاف أن الأمر لا أساس له من الصحة، وأن الوسيط الذي أكد له موافقة التمويل، لا يمتلك موافقات رسمية ومؤكدة من البنوك والمؤسسات المالية تضمن منح قرض عقاري للمشتري لإتمام الصفقة.

وتكون النتيجة في النهاية انسحاب الوسيط بعد حجز الوحدة، ويستمر المشتري في التخبط بدوامة الأقساط المترتبة عليه، وكيف يدفعها، بعد أن تبيّن له في أنه لا أساس لوجود تمويل عقاري، أو أن تاريخ سجله الائتماني لا يسمح له بالحصول على قرض عقاري من أي بنك كان.

يحدث هذه فعلاً على أرض الواقع، وفي مواقف عدة، ما يفسر حالات التعثر المالي التي تطال العديد من المشترين، فلا أقساط تسدد، وإضافة إلى ذلك ارتفاع الكلفة بسبب رسوم التأخير، وهناك الكثير منهم يخسر استثماره ورأسماله، ويبقى مديناً في الوقت نفسه.. هذه الحالات أحياناً تسهم في تعثر تسليم المشروعات، كون معظم عمليات البناء تعتمد على أقساط المشترين على المخطط.

في هذه النقطة، أريد أن أوجه نصيحة لكل وسيط عقاري يعتمد على هذا الوعد في إعلاناته، تأكد أولاً من حصولك على وثائق رسمية من البنوك للتمويل، وليس فقط مجرد وعود شفهية.

وأوجه نصيحة لكل من يرغب في الشراء بناء على مثل تلك الوعود.. قبل الشراء تأكد أولاً من امتلاك الوسيط وعوداً رسمية من البنك، ومن بعدها توجه إلى البنك المعني، وتحقق من أنك ستحصل على التمويل، ولا تتخذ أي إجراء إن لم تتم الموافقة على القرض، وبعد الموافقة تأكد من أن الأقساط المستقطعة من راتبك لا تؤثر على ميزانيتك، وتأكد من الرسوم المفروضة على أقساط القرض، وهل ستؤثر في القيمة الإجمالية لشراء الوحدة، وبصفة عامة على كل مشترٍ يعتمد على الشراء بتمويل عقاري الانتباه للنقاط المذكورة سابقاً، إلى جانب التأكد من مدة سداد القرض، وهل تناسب خطته الاستثمارية أم لا.

@ismailalhammadi

Ismail.alhammadi@alruwad.ae

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر