صناعة النجم

فرح سالم

قبل لوم اللاعبين على النتائج السلبية التي عاشتها كرة القدم الإماراتية في السنوات الماضية، ومعاناتنا غياباً واضحاً في مسألة وجود لاعبين آخرين، كان عليهم حمل مسؤولية الذين سبقوهم من جيل منتخب «أولمبياد لندن»، الذي ضم في صفوفه بعض النجوم أمثال عموري وعلي مبخوت وأحمد خليل.

لطالما اعتاد المشاهد أن يوجد النجوم في كل جيل وحقبة، في السابق كان اللاعب حريصاً على تسلم العصا، كما في سباق التتابع، من أجل إبراز قدراته وإمكاناته، وتجده يتمسك بالفرصة ولا يتخلى عنها بسهولة.

الوضع اختلف قليلاً الآن، من الصعب جداً أن تذهب إلى مباراة من أجل اللاعب النجم، وذلك لأنهم اختفوا وباتوا غير موجودين، وبما أن كرة القدم باتت صناعة، فعلى الأندية أن تعمل من أجل صناعة اللاعب النجم، الذي كنا نعتمد عليه في السابق من أجل تولي زمام الأمور وقيادة المنتخب والنادي كذلك.

الجيل الجديد لمنتخبنا الوطني من المهم أن يوجد فيه هذا النوع من اللاعبين، الذين يتحملون المسؤولية ويقودون الأبيض نحو النمو والتطور، ولكن هي عملية ليست بالسهلة تحتاج إلى عمل حقيقي من ضمنها الوقوف أمام وسائل الإعلام، وتحمل المسؤولية والمحافظة على المستويات، والتطور من حين إلى آخر.

للأسف، في الوقت الحالي إذا وجدت صفة واحدة فمن الصعب أن تجد الصفات الأخرى، تشعر كأن الأندية أثناء تكوينها اللاعبين لا تريد صناعة النجم، ولا ترغب في أن يكون هناك من يجذب الأنظار، لأن الإدارات تتخوف مما يسمى باللاعب الأكبر من النادي، لذلك تفضل معظم الفرق أن يكون الجميع سواسية، وهو ما أثر في بروز النجوم.

لذلك تجد اللاعب يفضل أن يكون في الظل، وهو يعلم تماماً أن هذه الخانة تبعده عن تلقي الانتقادات، خصوصاً عبر «السوشيال ميديا»، التي باتت تؤثر في اللاعبين سلباً بصورة مؤسفة، بسبب ضعف عمل الفرق في المراحل السنية أثناء تكوين اللاعبين، لأن التطور لا يكون على المستوى البدني والفني فقط، بل اللعبة باتت مرتبطة بجوانب نفسية وثقافية وعلمية وأمور عديدة أخرى مترابطة ببعضها بعضاً، خصوصاً أن زمن الاعتماد على الموهبة فقط ولى وتحولت اللعبة إلى صناعة.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر