وقفة مع قضاة الملاعب

فرح سالم

بطبيعة الحال، دائماً ما يكون قضاة الملاعب أمام وابل من الانتقادات في كل موسم، كونهم «الحيطة القصيرة» التي اعتادت الأندية أن ترمي عليها فشلها، وتحمّلها مسؤولية خسارة النقاط مع كل تعثّر.

واعتدنا دوماً في وسائل الإعلام، على دعم قضاة الملاعب والوقوف خلفهم، كونهم الأكثر نجاحاً أخيراً في كرة القدم الإماراتية، بعد وجودهم في مختلف المحافل الدولية وكأس العالم.

لكن يبدو أن السلك التحكيمي يعاني هذه المرة بشكل بات واضحاً للعيان، ونأمل أن تتقبّل اللجنة انتقاداتنا من أجل الإسهام في تصحيح مسار الجانب المضيء الوحيد في اللعبة الشعبية لدينا.

في الجولات الماضية شاهدنا قرارات وتصرفات نتمنّى أن تجد وقفة حقيقية من قبل اللجنة، لأنه من غير الممكن أن نرى حكماً في إحدى المباريات خارجاً عن طوره وبعصبية مبالغ فيها، وينفعل ويصرخ بصورة نشاهدها للمرة الأولى في ملاعبنا، بعيدة تماماً عن تصرفات الإيطالي الشهير كولينا إذا ظن أنه يريد تقليده، ومثل هذه السلوكيات لا تصنع أبداً شخصية الحكم.

أيضاً بعض المباريات الأخرى شهدت قرارات غريبة جداً، وتمسّك أحد الحكام بقراره، على الرغم من العودة إلى تقنية الفيديو (فار)، واتفاق النقاد على أن القرار خطأ، مع ضرورة عودة نشر قرارات الاجتماع التحكيمي الأسبوعي مثلما كان سابقاً.

الشيء الذي دائماً ما نطالب بتغييره ونردّده منذ سنوات، هو كثرة إيقاف اللعب من قبل قضاة الملاعب، مع كل احتكاك، ما يؤثر في استمرارية اللعب ويقتل المباراة، وأكد مدرب الشارقة كوزمين ذلك في آخر مؤتمر صحافي له، لأنه على الرغم من ركاكة المستويات الفنية في معظم المباريات، نجد الحكام يسهمون في التأثير سلباً في المباريات بكثرة إيقاف اللعب، وهو ما يجعل مشاهدة بعض المباريات صعبة للغاية.

انتقادنا لا يشمل الجميع بكل تأكيد، فهناك حكّام مثل محمد عبدالله حسن واجهة مشرّفة ومشرقة لابد من أن يكون نموذجاً لكل حكم صاعد، واللجنة مطالبة بتوفير كل سبل النجاح لقضاة الملاعب، والعمل على مدّ الصافرة بحكام جدد صاعدين لخلافة المونديالي محمد عبدالله حسن ورفيقيه: حسن المهري، ومحمد أحمد، من أجل ضمان استمرارية وجودنا في المحافل العالمية.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر