مواهبنا.. ما الحكاية؟

فرح سالم

نخشى أن تؤثر كثرة الاعتماد على اللاعبين المقيمين في مسابقات كرة القدم لدينا بمختلف المراحل السنية على مواهبنا الإماراتية، وتقلل من درجة الاهتمام بتطوير لاعبينا وتؤثر أيضاً على النهج الذي من المفترض أن نتبعه من أجل صقل المواهب سعياً لخلق أجيال جديدة قادرة على تحقيق نتائج تلبي طموحات جماهيرنا.

صحيح أنه في الفترة الماضية لم تحقق كرة القدم الإماراتية النتائج المتوقعة، وصحيح أننا فقدنا الكثير من مكانتنا على مستوى اللعبة على الأصعدة كافة، سواء من لاعبين أو مدربين وحتى في الجانب الإداري قارياً، لكن هذا يجب ألا يدعونا إلى هدم كل العمل الماضي والاعتماد فقط على أسرع طريق ممكن.

أقصد بأسرع طريق ممكن هو ما نشاهده من اهتمام منقطع النظير بالتعاقد مع لاعبين من الخارج تحت هوية لاعب مقيم، والسعي دوماً نحو الحصول على لاعب جاهز يحقق نتائج سريعة وآنية، لدرجة أننا بتنا نشاهد كمية كبيرة جداً مما يسمى باللاعب المقيم، أكثر بكثير من مواهبنا المحلية.

صحيح أنه من حق منتخبنا الوطني والأندية الاستفادة من أي لاعب عاش بيننا، لكن في الوقت ذاته يجب ألا نهمل أبداً عملية تطوير مواهبنا ومنحهم الأولوية دائماً، خصوصاً في قطاع المراحل السنية الذي بات يشوبه الكثير من الملاحظات في هذا الجانب، وتفاصيل عديدة غير مرضية نسمعها من أولياء أمور لاعبينا النشء في وسائل الإعلام.

لا أعتقد أن كرة القدم الإماراتية باتت لا تنجب المواهب، فعندما تنظر إلى لهث الأندية خلف اللاعب المقيم، تشعر كأنه لا يوجد لاعب إماراتي موهوب، وهذا أمر مؤسف لأنه سيظلم الكثير من الأسماء مستقبلاً، وسيؤثر بشكل كبير على هوية كرتنا ومنتخباتنا.

على الأندية أن تعي تماماً أن المطلوب تصحيح طريقة العمل تجاه تكوين اللاعبين، وألا تعتمد فقط على أسرع طريق نحو تحقيق نتائج آنية ضاربين بهوية اللعبة عرض الحائط، لأن أبناءنا هم الأساس الذي يجب أن تقف عليه كرتنا، أقصد الموهوبين بكل تأكيد ومن دون أي مجاملات، ويجب ألا يُشعرونا كأن كرتنا باتت غير قادرة على تفريخ المواهب، لأن الفرق التي أنجبت عدنان الطلياني وزهير بخيت وإسماعيل مطر وأحمد خليل وعلي مبخوت وغيرهم الكثير من الأسماء التي فرضت نفسها قارياً قادرة دوماً على أن تضع بصمتها إذا ابتعدت عن الكسل والتماطل.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر