طوابير لا تنقطع

وليد الزرعوني

من جديد.. تعود ظاهرة الطوابير الطويلة لحجز المشروعات العقارية في إمارة دبي، من جانب المستثمرين والمشترين إلى الواجهة، في مشهد يرسخ في الأذهان، الطفرة الكبيرة التي يمر بها القطاع، إذ أصبحت سمة مميزة تتكرر في أحيان كثيرة خلال السنوات الأخيرة، مع كل إعلان عن فتح باب البيع في مشروع عقاري جديد.

وعلى نحو لافت، تزايد الأمر في الأشهر القليلة الماضية، مع استهداف المطورين العقاريين فئات جديدة من المستثمرين، مستغلين الطلب المتزايد لكل المستثمرين، سواء المحليين أو الدوليين على عقارات دبي.

وتعد تلك الظاهرة إحدى علامات استمرار حالة الزخم في القطاع العقاري في الإمارات، ودبي تحديداً، وهي مستمرة في الظهور، وكان آخرها ما حدث في الأيام القليلة الماضية في مشهد لافت وإقبال كثيف خلال إطلاق مبيعات المرحلة الأولى من مشروع «نخلة جبل علي»، وهو أحد المشروعات الضخمة التي تنفّذها شركة «نخيل» العقارية، ويتضمن مجموعة من الفلل المتنوعة بين خمس وسبع غرف نوم بأسعار تبدأ من 18.5 مليون درهم. وقد شهدت طلبات الحجز إقبالاً كبيراً أدى إلى نفاد الوحدات المعروضة خلال ساعات.

الأمر تكرر في مركز دبي المالي العالمي، حيث تدخلت الجهات المنظمة لتنظيم الراغبين في الشراء خلال فعاليات طرح المركز المالي مبيعات أول مشروع سكني له تحت اسم «دي آي إف سي ليفينج» (DIFC Living) الذي سيضم أكثر من 170 مسكناً راقياً في المشروع المتكامل والمتعدد الاستخدامات، مع مرافق سكنية وتجارية مستقلة ومترابطة في الوقت ذاته، ومن المتوقع إنهاؤه بحلول الربع الثالث من عام 2026.

شخصياً تمنحني مشاهد اصطفاف الطوابير المتكررة في إمارة دبي شعوراً إيجابياً وبنّاء لأسباب عدة، من بينها أنها تعكس نظام مدينة تقوم على أسس التسامح والتعايش بين كل الجنسيات والأفراد، من المواطنين والمقيمين على أرضها المنحدرين من أكثر من 200 جنسية.

كما تُرسي أيضاً احترام حق الأولوية واحترام حق الآخرين كخط أحمر لا يمكن الاقتراب منه، وتقديس مبدأ العدل كأساس لتقدّم المجتمع، مع تعزيز ونشر المساواة بين الجميع كقيمة ومبدأ.

إلى جانب ما سبق، تُظهر تلك الطوابير أن هناك طلباً حقيقياً مستمراً لاسيما أنه يتم بيع أي وحدات تُطرح خلال مدة قصيرة لا تتجاوز ساعات معدودة، علاوة على وجود تعطش ملحوظ في السوق لوحدات عقارية جديدة.

وأخيراً وليس آخراً، تبعث مشاهد الطوابير الطويلة على الثقة لدى المستثمرين والمتعاملين، وتدفعهم إلى اقتناص الفرص العقارية، مع سلوك السوق مساراً متصاعداً، وأن من يتباطأ في اتخاذ القرار الاستثماري - الآن - قد يضيّع على نفسه مكاسب في المستقبل القريب.

كما تُعطي أيضاً مؤشراً على الثقة المتزايدة والمستمرة بقطاع عقارات دبي الواعد كأحد الأصول الاستثمارية المفضلة، ما يبعث على التفاؤل والأمل بأن القادم أفضل، وسيشهد استمراراً لحالة الزخم الحالية، مع تسجيل مزيد من الأرقام القياسية في مبيعات القطاع.

رئيس مجلس إدارة «شركة دبليو كابيتال للوساطة العقارية»

WalidAlzarooni@

walid.alzarooni@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر