خارج الصندوق

«العقارات الوقف»

إسماعيل الحمادي

أول وقف للمطورين العقاريين، مبادرة لم يشهد لها سابقة من قبل، إلا في دبي، عاصمة العقارات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يتم بها تخصيص وحدة عقارية من ضمن المشاريع العقارية التي يطلقها المطورون العقاريون كوقف خيري مستدام. المبادرة تم إطلاقها خلال الربع الأول من العام الجاري بالتعاون المشترك بين مؤسسة الأوقاف وإدارة أموال القصّر في دبي، ممثلة في مركز محمد بن راشد العالمي لاستشارات الوقف والهبة، ودائرة الأراضي والأملاك في دبي ممثلة في مؤسسة التنظيم العقاري.

دعم العمل الإنساني وخدمة المجتمع وتلبية احتياجاته، هو الهدف الأول والرئيس لهذا التعاون المشترك، من خلال صرف ربع مدخول الوحدة العقارية على الأنشطة الخيرية المختلفة ومساعدة الأيتام والمحتاجين، والمتعثرين على مواصلة العلاج والدراسة والعيش الكريم.

هذه المبادرة تثبت درجة التطور التي وصلت إليها صناعة العقارات في دبي، كما أنها تعزز من دور صناعة التطوير العقاري في دعم المبادرات الخيرية والاجتماعية في المجتمع، وتشجيع المطورين العقاريين على المساهمة في تحسين الحياة الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع المحلي. فصناعة العقارات في دبي، اليوم لم تعد مجرد بناء وتشييد وحدات عقارية وبيعها واستثمارها لصالح فائدة المالك المعني بها فقط، بل صناعة تعود بالنفع على الجميع، وتتعدد طرق هذا الانتفاع من فئة لأخرى.

بلغة أخرى، يمكن اعتبار هذه المبادرة الفريدة من نوعها نموذجاً استثمارياً جديداً يضاف إلى سجل القطاع العقاري وإنجازاته، كونه يجمع بين الربح الاستثماري العقاري التقليدي والاستثمار في المجتمع من خلال المساهمة في تلبية الاحتياجات المختلفة للفئات المحتاجة أو المعدمة، إن صح القول.

على غرار هذه المبادرة، توفر دائرة الأراضي والأملاك في دبي، خدمة طلب تسجيل عقار وقف أو خيري، ضمن قائمة خدماتها المتنوعة المتاحة إلكترونياً للمتعاملين، وهي خدمة موجهة لعامة الناس وملاك العقارات الذين يرغبون في تسخير ممتلكاتهم العقارية للأعمال الخيرية.

الجميل في الأمر، استجابة عدد لا بأس به من المطورين للمبادرة وتخصيصهم لوحدات عقارية بمشاريعهم للوقف الخيري، ما يعكس مستوى الوعي بالمسؤولية الاجتماعية التي أصبحت بمثابة مبدأ معتمد في القطاع العقاري وعلى مختلف الأنشطة العقارية المزاولة.

كمية الاستحسان والاستجابة الإيجابية من قبل المطورين العقاريين والمستثمرين في دبي، لهذه المبادرة، تثبت أن الخير بذرة صالحة أينما زرعتها تُنبت وتُزهر.

ismailalhammadi@

Ismail.alhammadi@alruwad.ae

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر