على هامش الطفرة العقارية (1-2)

وليد الزرعوني

2023 سيكون عام طفرة جديداً لسوق العقارات في دبي بعد سنة كانت الأعلى على الإطلاق في المبيعات العقارية، وكانت تمهيداً لمزيد من نمو سوق العقارات الفاخرة في الإمارة، ومن المتوقع تجاوز إجمالي قيمة العقارات المبيعة العام الجاري مستوى 350 مليار درهم للمرة الأولى.

ستواصل المبيعات العقارية في دبي العزف على أوتار الأرقام القياسية شهراً بعد آخر دون النظر إلى فترات الهدوء الموسمية، إذ بات من المرجح أن تتجاوز قيمة المبيعات في أغسطس الجاري (لامست 21 مليار درهم حتى كتابة المقال) ما تم تسجيله للفترة نفسها من العام الماضي، بنحو 24.3 مليار درهم، لتصبح الأعلى على الإطلاق للشهر نفسه.

تبشر مبيعات عقارات دبي بموسم عقاري تاريخي جديد في صيف العام الجاري بعد أن سجل يوليو الماضي أعلى مبيعات على الإطلاق لشهر واحد وسط طلب استثنائي غير مسبوق من المستثمرين، لاسيما الأجانب، مع استمرار الزخم القوي الذي حققه قطاع العقارات منذ بداية 2023.

ويواصل أداء القطاع العقاري في دبي تجاوز جميع التوقعات المتفائلة وتحقيق الإنجازات التاريخية بفضل عوامل عدة، في مقدمتها التوجيهات الحكيمة للقيادة، والتسهيلات الحكومية، إضافة إلى مرونة وجاذبية القطاع، والثقة والشفافية التي يكفلها للمستثمرين ومختلف فئات المتعاملين، فضلاً عن تزايد جاذبية الإمارة وجهة عالمية للعيش والعمل والاستثمار.

النمو المستدام داخل القطاع العقاري في دبي أصبح هو الصفة السائدة خلال السنوات الأخيرة بعد أن نجح القطاع في إثبات مرونته وجاذبيته وقدرته على تعميق ثقة المستثمر، في وقت يشهد فيه ظروفاً استثنائية اقتصادية وجيوسياسية، وفي غضون ذلك ارتفع متوسط قيمة المبيعات العقارية اليومية أخيراً إلى مستوى 1.5 مليار درهم يومياً مقابل مليار درهم في بداية العام، في مؤشر قوي إلى استمرار الزخم غير المسبوق والجاذبية الاستثمارية المتزايدة التي يتمتع بها القطاع.

في العامين والنصف الماضيين وصلت سوق عقارات دبي إلى مستوى من الحجم والاتساع عزز موقعها ضمن أهم أسواق العقارات العالمية الأكثر طلباً، وأظهرت السوق تفوقاً واضحاً على العديد من نظرائها حول العالم، إذ تواصل الإمارة ترسيخ مكانتها كأفضل مدينة لتملك العقارات الفاخرة في السوق العالمية في زمن «ما بعد كوفيد-19»، وأصبحت المدينة الأعلى دولياً من حيث العائد الاستثماري على العقار، وجذبت أثرياء العالم إليها، وباتت تستقطب المزيد من المستثمرين ورؤوس الأموال الأجنبية.

في السابق كانت جنسيات المشترين من خليجيين وعرب وهنود وباكستانيين، والقليل من الأوروبيين، لكن الآن ازداد تنوع جنسيات المشترين، لتشمل الروس والصينيين، ما أسهم في دعم الطلب وتنوع المنتج العقاري.

لايزال هناك طلب قوي واستثنائي على عقارات دبي فيما لاتزال الطفرة مستمرة مع توقعات بالمزيد ثم المزيد من تحطيم الأرقام القياسية مع استمرار العام الجاري ودخولنا عام 2024.

WalidAlzarooni@

walid.alzarooni@gmail.com

رئيس مجلس إدارة «شركة دبليو كابيتال للوساطة العقارية»

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر