في التسعين

المشاركات الخارجية.. واقع مؤسف

فرح سالم

أثّر تدهور مستوى أنديتنا ومنتخباتنا الوطنية في مشاركاتنا الخارجية، وباتت معظم مشاركاتنا بيضاء، والنتائج السلبية تلحق بممثلينا في كل مناسبة، سواء إقليمية كانت أو قارية ودولية، في الوقت الذي تعيش فيه إدارات الأندية في عالم آخر.

المشكلة تكمن في أن الإدارات باتت تضع أهدافاً سهلة وقريبة المنال، عكس السنوات السابقة التي كنا نركز فيها على التمثيل الخارجي، وأدت إلى نتائج مرضية بتحقيق لقب دوري أبطال آسيا بالنسبة للعين، والوصول - أكثر من مرة - إلى نهائي المسابقة القارية للزعيم وشباب الأهلي، وكانت هناك هيبة لفرقنا خارجياً قبل أن تصبح من أسهل الأندية بالنسبة للمنافسين.

تأثرت اللعبة كثيراً بسبب ضعف العمل وتراجع الأهداف وقلة الطموحات، وأعتقد أن هناك أندية عندما تبتعد عن مستواها المعهود ورونقها، تؤثر بشكل كبير في الوضع العام للعبة. على سبيل المثال ناديان مثل العين وشباب الأهلي لابد أن يكونا في أفضل مستوياتهما مع ضمان الاستمرارية، لأنهما في السنوات الأخيرة شكّلا العمود الفقري لكرة القدم الإماراتية.

ليس من السهل أن يبتعد العين عن التمثيل الخارجي، لاسيما أن معظم جماهيره لا ترضى إلا بالمنافسة على لقب دوري أبطال آسيا، كونه أحد أقوى الفرق تاريخياً في القارة الصفراء، إلا أنه ابتعد بشكل غريب وفقد رونقه القاري.

وفي البطولة العربية التي ودّع فيها ممثلنا الوحدة من دور الثمانية، رأى المدرب موسيماني أنها مجرد إعداد للموسم الجديد، في الوقت الذي دخلت فيه بقية الأندية البطولة من أجل سمعتها وتاريخها، ولاحظنا مدى قوة المنافسة واشتداد التدخلات، وكان من الواضح أنها ليست بطولة ودية إطلاقاً كما نظر إليها المدرب الجنوب إفريقي.

أخذ مسألة المشاركات الخارجية بهذه البساطة، سيضر كرة القدم الإماراتية وسمعتها كثيراً، وبدأنا بالفعل في التحول إلى مستوى الوسط في آسيا، لاسيما أن النتائج باتت لا تهم ممثلينا، لذلك شاهدنا الهزائم بالخماسيات والنتائج الكارثية.

النقلة التي ينتظرها الشارع الرياضي لن تحدث مطلقاً، بما أن الإدارات الحالية تخنق طموحات وتطور اللعبة، وتعمل على ترسيخ فكرة أن المنافسات الداخلية هي الأهم والأسرع كسباً للأموال والمكاسب الذاتية، خصوصاً أن المكافآت المرصودة محلياً بعيدة كل البعد عن واقع سوء المستوى الحقيقي لكرة القدم لدينا.

• المشكلة تكمن في أن الإدارات باتت تضع أهدافاً سهلة وقريبة المنال، عكس السنوات السابقة التي كنا نركز فيها على التمثيل الخارجي.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر