تبادل الأفكار والآراء

يوسف الأحمد

الانتقاد لا ينتقص من قدر الأشخاص بشرط ألا يحيد عن دائرة الأدب والاحترام وألا يكون بغرض التجريح والتشهير، فالساحة الرياضية مفتوحة لتبادل الرأي والرأي الآخر وفق الإطار الودي المتعارف عليه، الهادف إلى البناء والارتقاء بالعمل وتطويره من خلال تمازج وتجانس الأفكار بنية صادقة، تجتهد وتتكاتف معاً لتغذية المصلحة وتعزيزها من أجل تحقيق المنشود منها. فهو مبدأ متفق ولا خلاف عليه، كونه يهدف للإسهام في خدمة المصلحة العامة وتنمية مكتسباتها. ودون شك فإن مفهوم الانتقاد لا يقوم على أساس التحريض والتربص بالأشخاص، كحال البعض الذي يستغل المنابر والمجالس لإطلاق سهامه هنا وهناك، دون إدراكٍ ووعي لتبعات تلك الكلمات والمفردات التي يكون مفعولها أحياناً أخطر من طلقات الرصاص.

وقد نتفق أن الوسط الرياضي اعتاد معايشة ثقافة متنوّعة في توجهات وقناعة أفرادها، التي لا يمكن أن تجتمع في ظل اختلاف المبادئ وتباينها من ملعبٍ إلى آخر، مثلما هناك أيضاً من هو متشبث بأفكاره ولا يقبل تحريك ساكنٍ تجاهها، إيماناً بأن المشي بجانب الجدار أسلم وأضمن من المشي فوقه. فالبعض اعتادت نظرته أن تكون من زاوية ضيقة مع ترددٍ وشك في اتخاذ خطوة أو قرار لمسايرة المتغيرات التي طرأت وما أحدثته من قفزات متنوّعة وملموسة على جميع الأصعدة، ما يفرض هنا دافعاً للتجرد والتحرر من ذلك الانغلاق المبني على ماضٍ انتهى مطافه إلى رف الذكريات، حيث بات من الضروري التفاعل مع الواقع الحالي ومواكبة التسارع المتجدد في كل لحظةٍ وحين، رغم حالات الجمود الفكري والعملي التي تنطبق على العديد من الفئات العاملة في هذا السلك ولا تقتصر على أصحاب المستديرة فقط، بل تشمل كل من له علاقة واقتران بها. ولهذا فإنه دائماً ما يأتي هذا التضاد والاختلاف في وجهات النظر لخلق مناخ صحي من الحوار المعاكس وبنكهة الانتقاد الذي تنخفض وتعلو نبرته عطفاً على حجم وقيمة المادة والقصة المتداولة. لكن متى ما وجد البعض نفسه في مرمى المواجهة، فإنه من الحكمة والبصيرة احتواء تلك الأفواه مهما ارتفع صراخها، طالما أنها لم تخرج عن إطار النقاش والجدال المحترم الذي لا يخوض في الذمم والأخلاق. فهو فضاء يتسع لجميع الأقلام والأصوات دون تجاوزٍ واقتحام، كما أن إثراء الحوار لا يكتمل إلا بتبادل الأفكار والآراء، كي ينتهي مجراها عند مصبٍ يقود إلى دفع المنفعة العامة ووضعها على رأس كل اعتبار.

• الساحة الرياضية مفتوحة لتبادل الرأي والرأي الآخر، وفق الإطار الودي المتعارف عليه.

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر