في التسعين

المتشبثون بالكراسي

فرح سالم

أبرمت أنديتنا العديد من الصفقات في الفترة الماضية، والملاحظ أن معظم التعاقدات كانت كما هو معتاد عبر الوكلاء والوسطاء والفيديوهات، إضافة إلى أرقام موقع «ترانسفير ماركت»، وهو العمل الذي تقف عليه الأندية ضاربة بالدراسات والرؤى الفنية عرض الحائط، لأن النجاح بالنسبة للصفقات سيكون مرهوناً بما سيرونه في المباريات الأولى.

وكالعادة، وبكل بساطة حال فشل أي صفقة سيتم تغيير اللاعبين في الانتقالات الشتوية، والإطاحة بالمدربين في أقرب فرصة، على أن يتمسك الإداري بمقعده ويتشبث به قدر الإمكان.

مهما حاولنا وسعينا جاهدين إلى إجراء تغييرات على مستوى كرة القدم لدينا، فلن نخطو خطوة إلى الأمام، طالما أن العمود الفقري للعبة الشعبية الأولى يقف على إدارات «هاوية» تشرف على كرة القدم ومستقبلها في أوقات الفراغ، في العصرية أو المساء.

بعقلية كهذه، لن نتقدم خطوة إلى الأمام، وعلينا ألا نرمي الطموحات غير الواقعية للشارع الرياضي الذي تعرض لصدمات بما فيه الكفاية وبات لا ينتظر شيئاً من منتخباتنا وأنديتنا خارجياً، والجميع بات يعلم أن كرة القدم لدينا بحاجة إلى إصلاحيات عديدة من الجذور إذا أردنا حقاً الحديث عن التواجد في المونديال والأهداف الأخرى، لأن ما يحدث حالياً لا ولن يتعدى مسألة المنافسة على الألقاب المحلية، والخروج في أقرب فرصة من المشاركات الإقليمية والقارية والدولية.

أحد أكثر الأمور التي تقف أمام تطبيق ما يسمى بالاحتراف، هو أن الإداريين في حد ذاتهم بحاجة إلى تطبيق ذلك، من ناحية أكاديمية خصوصاً أن معظمهم بعيد كل البعد عن كرة القدم ولا يملك أي سيرة ذاتية، قادته العلاقات والصداقات إلى العمل الإداري في قطاع كرة القدم، لذلك نشاهد الكثير من الأشياء التي تحدّ من تطور اللعبة لدينا.

لا يمكن لوم اللاعبين فقط وتحميلهم ضعف النتائج، لأنهم نتاج عمل إدارات الأندية واتحاد كرة القدم، إذ إن معظم السلبيات التي نسمع عنها من حين إلى آخر كان يمكن أن يتم التعامل معها ومعالجتها حال تواجدت خطط واستراتيجيات واضحة بدلاً من أسلوب رزق اليوم باليوم، وإذا أردنا التغيير حقاً علينا أن نبدأ بالمتشبثين بالكراسي الذين لا يقدمون الإضافة مطلقاً.

• «معظم التعاقدات كما هو معتاد عبر الوكلاء والوسطاء والفيديوهات، إضافة إلى أرقام (ترانسفير ماركت)».

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر