الملف الشائك

يوسف الأحمد

مع قدوم البرتغالي بينتو واستلامه رسمياً مهمة الإشراف على منتخبنا الوطني، أُغلق الملف الشائك للجهاز الفني الذي دار حوله لغط وجدل كبير في ما مضى من وقت، بعدما تضاربت الآراء واختلفت في ما بينها حول المدرسة التي ستتولى إدارة وقيادة المنتخب، ثم الغرض والغاية منها لخوض الاستحقاقات والمشاركات المقبلة.

البعض كان يرى أن البناء والإعداد لتكوين نواةٍ لمنتخبٍ قويٍ مطلبٌ مهم وهدف سامٍ لخلق كيان مبني على أسس سليمة وركائز قوية، بحيث يستمر عطاؤه بثبات لسنوات مقبلة، وذلك لتجنب الأخطاء والهفوات وتجاوز فترة الضعف والتراجع التي مررنا بها في واحد من أسوأ المخرجات والظهور التي قدمها منتخبنا في هذا العقد.

بينما يعتقد الفريق الآخر أنه كان من الضروري استقطاب أحد الأسماء المعروفة مع كادر فني متمرس يمتلك الخبرة والقدرة على التعامل مع العارض الذي يمر به منتخبنا، ولديه أيضاً المعرفة والمهارة لمعالجة الوضع سريعاً وانتشال المنتخب بإخراجه من هذه الدوامة ووضعه على المسار الصحيح، أياً كانت الوسيلة أو الأداة، فالمطلب هنا كما يرون هو إعادة الأبيض إلى الواجهة وإلى مكانه بين منتخبات القارة، بأن يكون نداً ورقماً صعباً لا يسقط من حسابات المنافسة بسهولة، مثلما كان يحدث في المناسبات والبطولات المنصرمة.

لكن ما يهم الشارع الرياضي أن يكون هناك انسجام بين الأداء والنتائج من خلال تغيير الصورة النمطية السائدة التي رسخت فكرة سلبية لدى الجماهير عند كل استحقاق، لدرجة أنها ولدت حالة من النفور وأبعدتهم كلياً عن المدرجات بسبب نتائجه الضعيفة ومستواه المتأرجح، حيث غاب وقتها الدعم والمؤازرة التي احتاجها، ولا نبالغ أنه ظهر غريباً وحيداً على أرضه في مرات عديدة.

ولهذا فإن ما حدث قد مضى وانتهى إلى سلة النسيان، فالقادم يتطلب تكاتف الجميع وتعاونهم لتهيئة الأجواء المثالية للمدرب وفريقه المعاون في هذه المرحلة الحساسة من مشوار المنتخب، الذي بلا شك يحتاج إلى وقفة صادقة ونية صافية لدفعه إلى الأمام، شريطة التحلي بالصبر والتريث بعدم التطرف في إصدار الأحكام المتعجلة.

ومن المنطق أن يُمنح المدرب مساحة هادئة للتخطيط الجيد ثم العمل وفق رؤية متفق عليها لتحقيق الإنجاز المثمر الذي ينشده الجميع، إلا أن ذلك لن يتأتى إلا بالتفاعل الإيجابي والكف عن المناكفات والمقارنات الهزلية التي أرهقت المسامع وأربكت العقول، ما أوجد فوضى من الرأي والفكر في الساحة الكروية.

ما حدث للمنتخب مضى وانتهى إلى سلة النسيان.. القادم يتطلب تكاتف الجميع.

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.  

تويتر