وزن

عبدالله القمزي

يُقال إن الوزن الزائد مثل الهم الذي لا ينفك عن المرء، وهو يزيد بسهولة وينقص بمجهود «خارق».

ازداد وزني دون أن شعر ونقص بمجهود كبير ثم ازداد دون أن أشعر وتخلصت منه بمجهود أقل بفضل عامل الخبرة.

وكان ذلك في عصر لم يكن فيه «غوغل» الفيصل في الإجابة عن الأسئلة.

ثم جاءت الثالثة في عام «كورونا» وزاد دون أن أشعر - يعني أن الأشخاص المحيطين بي يخبرونني بالملاحظة - ولم تتولد عندي إرادة التخسيس ثم نقص دون أن أشعر ودون أن أنوي حتى إنقاصه، فقد ذهبت إلى مستشفى لإجراء فحوص دورية وعندما رأت الممرضة وزني قارنته بوزني قبل هذه الزيارة بسبعة أشهر فلاحظت أن النقص كان تسعة كيلوغرامات، فسألتني هل هناك حمية معينة تتبعها؟

استغربت من سؤالها ولم ألاحظ أصلاً أني فقدت كل هذا الوزن إلا عندما أخبرتني الممرضة. وعندها أيقنت أنه كان بفضل صيام رمضان فقلت لها بابتسامة: صومي. فقالت: صيام متقطع؟ قلت لها: لا أعرف شيئاً اسمه صيام متقطع ولم أجربه، صومي صيام رمضان.

استمر الوضع مستقراً عامين، ثم جاءت الرابعة منذ شهرين فقط، أي بعد رمضان الأخير، وزاد وزني سبعة كيلوغرامات بفعل الشوكولاتة والآيس كريم الذي أدمنته ليلاً. وحدث ذلك رغم ممارستي الرياضة.

كان لابد من وقفة حازمة مع نفسي وتحدثت في الموضوع مع أشخاص عدة، إحداهم كانت قريبة لي تتبع نظاماً نباتياً صارماً، ثم ارتدّت عنه عندما أيقنت أن جسمها يحتاج إلى بروتين حيواني.

نصحتني بترك شوكولاتة «الكاونتر» - تقصد التي توضع عند «الكاشير» في الهايبرماركت ومحطات الوقود - لأنها سكر فقط وليست شوكولاتة حقيقية. ونصحتني بدلاً منها بشوكولاتة داكنة، تلك الأنواع الأغلى المصنوعة في سويسرا، الفرق في السعر بين النوعين 15 درهماً. فالأول بدرهمين والثاني بـ17.

وأضافت: «اترك عنك الآيس كريم والمثلجات المضاف إليها السكر بأنواعها كافة».

اتبعت نصيحتها وكانت المفاجأة في 12 يوماً عندما فقدت السبعة الكيلوغرامات. بالفعل إذا نظرت إلى شوكولاتة «الكاونتر» ستجد سعراتها فوق 250 وحجمها لا يتعدى كف يدك، أمّا الأنواع الأغلى المكتوب عليها 85% شوكولاتة، فإن سعراتها 170 وحجمها ضعف كف يدك.

ثم جاءت الخامسة منذ 20 يوماً، عندما لاحظت ممرضة طبيبة العيون أن وزني ازداد أربعة كيلوغرامات في 10 أيام!

دهشت، فليس هناك سبب. لكن عندما تمعنت في الأمر أدركت أين يكمن الخلل!

ما حدث قد لا يصدقه القارئ، وهو أنني كنت أشاهد أفلاماً ومسلسلات كوميدية، ثم انتقلت إلى أفلام الأكشن ومسلسلات بوليسية تسبب التوتر. وعندما يتوتر الشخص فإنه يتجه إلى ثلاجته أو المطبخ ويلتهم أي شيء يقع في يده، حتى لو كان مجرد خبز، والأسوأ لو كان «بسكويت مُحلى».

ومرة أخرى، كان لابد من وقفة حازمة مع نفسي. وكان الحل في شراء بسكويت منخفض السعرات وفواكه للالتهام وقت مشاهدة «الأكشن».

وعاد وزني إلى المستوى الطبيعي.

لا تشاهد فيلم «أكشن» ليلاً لأن مساوئه كثيرة، فهو سيدفعك لتناول السكريات، وسيرفع الأدرينالين في جسمك ولن تستطيع النوم وأنت متوتر.

Abdulla.AlQamzi@emaratalyoum.com

@abdulla_AlQemzi

تويتر