فشل «الأولمبي» ليس مفاجأة

يوسف الأحمد

لم يكترث الشارع الرياضي لنتائج المنتخب الأولمبي، وخروجه المبكر من بطولة غرب آسيا للمنتخبات الأولمبية، حيث اعتاد تجرع مرارة الهزائم والمشاركات السلبية لمنتخباتنا، وحضورها الضعيف إقليمياً ودولياً منذ سنوات عدة، فلم يكن فشل الأبيض الأولمبي في هذه المهمة صدمةً أو مفاجأة، نظراً لتعود الجماهير مسلسل الإخفاق المتكرر، ورغم فارق الظروف النسبية، وما يتمتع به من مقومات، إلا أنه لم يصمد، وأنهى مشواره دون أن يترك أثراً أو بصمةً قد تكون شافعاً أو مبرراً لظهوره وخروجه الغريب.

ولربما تكون هذه المحصلة امتداداً لما جرى على أسلافه من المنتخبات بفئاتها المختلفة، بعدما نضب عطاؤها، وتراجعت متقهقرةً للوراء كثيراً، لتفقد بالتالي تصنيفها ومواقعها ضمن قائمة الكبار بالقارة، حيث تعطلت مسيرتها وتوقفت جانباً، فاسحةً الطريق للآخرين الذين انطلقوا من خلفها، وحلقوا بعدها في سماء النجاح والإنجاز.

ولا عجب من هذا التراجع المستمر الذي وضع الساحة الرياضية في دائرة من الحيرة والتيه الذي لم تجد له تفسيراً مقنعاً، في ظل ما تحظى به المنظومة، وما يتوافر لها من دعم وإمكانات مسخرة لخدمتها من أجل تمثيلٍ مشرّف، ثم تحقيق ما أمكن من إنجاز، إلا أن النتائج دائماً ما تأتي في اتجاهٍ معاكس، ومخالف للتطلعات التي يتمناها المشجع العادي العاشق منتخب بلاده، على الرغم من أن الغاية واحدة، ومتفق عليها، لكن السبيل لايزال مسارها تائهاً بين الاتجاهات الأربعة.

ولعل البعض قد يختلف أو يتفق على أن الخلل المتجذر يبدأ من الأندية، وينتهي بالمنتخبات، فهناك أشبه ما يكون بالتضارب والاختلاف بين البرامج والخطط التي تعمل عليها الأندية لتحقيق مصالحها أولاً وقبل كل شيء، فما حدث من تغيرات على مستوى المسابقات، وما تبعه من قرارات، أفرز العديد من المخرجات التي تساقطت ثمارها في ساحة الأندية محققةً الفوائد والمكاسب منها، بينما كان ما لها من تبعات على صعيد المنتخبات، التي دفعت ثمناً باهظاً لاتزال أقساطه مُرهقة، مثلما يتفق كثيرون أيضاً على أن التفريط بالكوادر المحلية السابقة، وإحلالها بالأجنبية، كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر هذه المنتخبات، التي سطرت أروع الانتصارات والإنجازات إبان وجود العناصر الوطنية على رأس أجهزتها الفنية، لكن الأمور تغيرت بعدها، وانقلبت بحضور البدائل الأجنبية التي لم تقدم الإضافة والنقلة المتوقعة منهم، ولهذا فقد صدقوا قديماً عندما قالوا «إن زامر الحي لا يطرب مسامع جيرانه رغم عزفه الجميل»!

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.  

تويتر