مطاعم

عبدالله القمزي

هل هناك أشياء يجب أن تفعلها أو لا تفعلها في المطاعم؟ وهل هناك أشياء يجب أن يفعلها المطعم أو لا يفعلها؟

ألم تلاحظ عند دخولك بعض المطاعم أو المقاهي أن هناك طاولة معينة عليها علامة «محجوز» ولا أحد يجلس عليها؟ هل من حق زبون حجز طاولة لو لم يكن موجوداً في المطعم لساعات طويلة؟ في بعض المطاعم تجد طاولة محجوزة طوال فترة وجودك في المقهى! من يحجزها لساعتين أو أكثر وهو غير موجود؟

سألت نادلاً، فقال: الإدارة تفعل ذلك لأنها تريد توزيع الزبائن بشكل معين داخل المقهى، ولا تريد الطاولة المحجوزة أن تُشغل لأمور تتعلق بشكل تصميم المقهى.

وأحياناً تكون الطاولة معطوبة وتهتز، فتضع الإدارة علامة «محجوزة » عليها ليتجنبها الزبائن.

لماذا نتعرض نحن زبائن المطاعم والمقاهي لحملة ممنهجة من الموسيقى العالية جداً التي تصم الآذان، أو أغانٍ مبتذلة تصلح لذوق واحد، وتتكرر يومياً بشكل لا يطاق؟ هل يحق للمطعم أو المقهى أن يزعجني؟

هل جلست في مطعم وأحضر لك النادل قائمة الطعام وأنت منشغل بهاتفك أو منشغل بالحديث مع من معك، وعندما يعود النادل لأخذ الطلب تطلب منه خمس دقائق إضافية، رغم أن القائمة كانت موجودة أمامك طول الوقت، ولم تتفرغ لتأجيل حديثك أو تأجيل ما يشغلك لأجل النظر فيها؟ أحياناً يذهب النادل ولا يعود بالسرعة

نفسها التي جاءك بها أول مرة. هل من حقنا كزبائن فعل ذلك؟ وما رأي النادلين في هذا السلوك؟

هل جلست في مطعم وأنت منهمك في الأكل يركض بجانبك طفل بسرعة «توين تيربو»، وترى جليسته الآسيوية تطارده بين الطاولات أو أمه؟ أحياناً يكون الموقف مقبولاً إذا تمت السيطرة عليه سريعاً، لكن ماذا عن الطفل البريء الذي يتوقف عند طاولتك «مبحلقاً » فيك وأهله لا يعلمون عنه شيئاً؟

هل ذهبت إلى مطعم لتجد ذلك الرجل يجلس على الطاولة التي خلفك أو بجانبك، ويتحدث إلى النادلة الآسيوية حديثاً ودياً جداً، يتطرق حتى إلى حياتها الخاصة، ومن أين أتت بالضبط؟! ويسأل عن قريتها، وعن البركان المجاور الذي يتصور أنه قريب من منزلها، وهي تبتسم وتطلب منه بأدب جم أن يسمح لها بمغادرة طاولته لتكمل عملها. هذه النادلة وظيفتها أخذ الطلب وإحضاره إلى الطاولة. اترك النادلة وشأنها، ولا تفتح حديثاً ودياً معها، فهي ليست بحاجة إليه، ولا ترفع صوتك عليها لو أخطأت، فهي موظفة تخطئ كما نخطئ.

هناك مطاعم في بعض مناطق دبي مجهزة بتقنية الدفع بالهاتف الذكي من طاولتك، وهناك مطاعم ليست مجهزة بعد. فإذا رأيت شخصاً مثلي يرفع يده للنادل طالباً الفاتورة، لأنه لم ينتبه لإمكانية الدفع من الطاولة، فلا تنظر إليه نظرة تشعره بأنه خارج من كهف، وتذكر أنك ستشير إلى النادل طالباً الفاتورة لو كنت في مطعم غير مجهز بالتقنية.

لماذا نتعرض نحن زبائن المطاعم والمقاهي لحملة ممنهجة من الموسيقى العالية جداً التي تصم الآذان.

@abdulla_AlQemzi

Abdulla.AlQamzi@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر