خطوات لتحويل القلق إلى قوة إيجابية

د. كمال عبدالملك

في مقابلة منذ أيام مع مجلة «هارفارد غازيت» تحدثت الدكتورة لوانا ماركيز، الأستاذ المساعد في الطب النفسي في كلية الطب بجامعة هارفارد عن كتابها الجديد، «خطة من ثلاث خطوات لتحويل القلق إلى قوة».

قالت الدكتورة لوانا إن التحديات - الكبيرة والصغيرة، والواضحة والدقيقة - تجعلنا نشعر بالإرهاق، والخوف، والوحدة، والحزن، والقلق، وإن الارتباك يبقينا عالقين عند مفترق طرق الحياة. كثيراً ما يسألني المرضى: كيف أتخلص من قلقي؟ لماذا أنا عالق بين القرار وضده؟ كيف أخرج من هذه الحيرة؟ لماذا لا يزول هذا القلق؟ هل من الممكن لي حقاً أن أعيش حياة آمنة ومُرضية؟

تحدثت عن «روبرت» الرئيس التنفيذي لشركة Fortune 500 قائلة: إذا كنت ستقابله في الشارع، فلن تعرف أبداً أنه نشأ في بيئة فقيرة، لأنك ستراه أمامك رجلاً نشيطاً، وسيماً، ذا ياقة بيضاء وبذلة أرماني أنيقة، رجلاً ذا أخلاق مثالية وبلاغة ملحوظة وجو من الثقة يمكنك اكتشافه على بعد ميل واحد. ومع ذلك، كان هنا في مكتبي، يصف مشاعر قلق لا يطاق في الآونة الأخيرة.

بدأنا بأسئلة بسيطة.

«صف لي هذا القلق»

«يا دكتورة، كأنني على وشك الانفجار!»

«الانفجار. حقًا؟»

«نعم! ينبض قلبي بشدة، أشعر بالدوار، من الصعب التركيز، كأنما العالم ينغلق في وجهي... كل ذلك في الوقت

نفسه. أشعر أنني على وشك أن أصاب بنوبة قلبية. لكنني قمت بفحص قلبي مرة ومرات، ولم أجد أي مشكلة».

«كيف تواجه هذه اللحظات شديدة الحدّة؟»

«أفعل كل ما يلزم لأجعل نفسي أشعر بتحسن. في العمل، ألغي الاجتماعات أو أجعل مدير العمليات الخاص بي يديرها».

قال لي بصوت أكثر هدوءاً، «.. لا أعرف ما الذي يجب أن أفعله في تلك اللحظة. عندما أصل إلى المنزل، غالباً ما يصيبني القلق الشديد لدرجة أنني توقفت للتو عن ممارسة الرياضة تماماً. أقضي ساعات أمام الكمبيوتر في العمل... أتوقف، أقول لنفسي إنني أعمل، لكني حقاً أحدق في الكمبيوتر، أغرق في موجات قلقي. ثم أنام في النهاية وأستيقظ أكثر قلقاً. أنا بحاجة للتخلص من هذا القلق. لا أستطيع التحمل بعد الآن».

فَهِمَ «روبرت» - بشكل صحيح - أنه كان على حافة الانهيار، لكنه أساء فهم الأسباب. عندما يتخلص بطريقة سحرية من القلق فإنه سيعتقد أنه سيكون على ما يرام وسيكون قادراً على الانخراط في عمله دون مشكلة. إنه محق إلى حد ما، الكثير من المشاعر غير السارة (القلق، الخوف، الحزن) سوف تشلّنا وتجعلنا عالقين. لكن هل سيكون «روبرت» أفضل حالًا إذا اختفى كل قلقه؟ من المحتمل أن يكون قادراً على التركيز أكثر على العمل. ولكن هل سيكون قلقاً بدرجة كافية بشأن سلامة زوجته حتى يتذكر فحص فرامل السيارة قبل قيادتها؟ أم أنه سيكون لديه الدافع لوضع ساعات إضافية للتحضير لعرض عمل أكبر وأخطر؟ ربما لا.

المشاعر غير السارة مثل مستقبلات الألم التي تنبهنا إلى الأشياء التي يمكن أن تكون ضارة أو خطيرة، مثل لمس موقد ساخن، وبدونها نتعرض للحرق. لذلك، على الرغم من كونه مؤلماً، إلا أن القلق نفسه (بنسبة معقولة) يمكن أن يكون شيئاً إيجابياً بالنسبة لنا.

باحث زائر في جامعة هارفارد

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.

تويتر