بطاقة الولاء!

عبدالله القمزي

ذهبت إلى المقهى الأزرق بعد انقطاع طويل، فأعطتني البائعة بطاقة الولاء، وقلت لها إني غير مهتم.

شربت عندها القهوة أسبوعاً كاملاً، فعادت لتعرض البطاقة فرفضتها، وسألتني: ما السبب؟ قلت لها: حمل زائد! بطاقة في محفظتي لا فائدة منها. قالت: ستحصل على مشروب مجاني. قلت لها: بالطبع بعد أن أشتري تسعة أحصل على العاشر مجاناً، من المستفيد هنا أنا أم أنتم؟ قارني بين ما أنفقته في شهر كامل وقيمة ما سأحصل عليه مجاناً، من المستفيد؟ لم أوفر شيئاً! لا أريد بطاقة الولاء.

في يوم آخر، كنت واقفاً عند أمين الصندوق (الكاشير) في هايبرماركت اسمه مثل اسم شخصية كرتونية شهيرة كانت تعرض في السبعينات والثمانينات، سألني الموظف عن بطاقة الولاء، قلت له: لست مهتماً، قال: لكنك تشتري من هنا كل يوم تقريباً، قلت له مبتسماً: مشكلتي أنا، قال: ستحصل على نقاط، قلت: له لا أريدها، وأخذ يعدد لي مزايا الوهم لبطاقة الولاء، فأشرت إلى الطابور خلفي، وقلت له: لا تضيع وقتهم، حاسبني ودعني أذهب.

ثم قلت له اسمع هذا العرض: لو اشتريت منك ثلاث زجاجات مياه فأعطيتني اثنتين مجاناً، هنا سأحترم بطاقة ولائك، هل أنت موافق؟ فرفض، فقلت له: أنت المستفيد فقط، لذلك لست مهتماً ببرنامج ولائك.

كانت تجربتي السيئة مع بطاقة الولاء التي اسمها بحرف «شين» لهايبرماركت كبير في الدولة، فبعد أن أنفقت مدة شهرين وجدت نقاطي لم تتعدَّ 13 درهماً! يعني أشتري بها قنينتي مياه غازية من الحجم الكبير فقط، ولا تكفي حتى لشراء طعام قطط (ربطة ذات 12 كيساً) لقطتي المسكينة! حذفت التطبيق فوراً، وكلما سألني الموظف أو الموظفة عن تطبيق الولاء أقول: حذفته لعدم فائدته.

في محطة الوقود، هناك بطاقة ولاء أخرى طاردتني لسنوات، وكانت الطريقة الوحيدة لإسكات البائعة هي: إذا اشتريت ثلاث قطع من منتج ما أعطيني قطعتين مجاناً، هذا يحقق معنى الولاء عندي. فرفضت بالطبع، لأنه لا يوجد ولاء أصلاً، والاستفادة من طرف واحد فقط. قالت لي: ستحصل على غسيل سيارة مجاني: قلت لها: غسيل السيارة يكلفني 15 درهماً، ماذا وفرتم عليّ؟!

وحتى لا أكون مجحفاً، فإن أفضل برنامج ولاء جربته كان مع مطعم بطابع فرنسي بحرف P، فعندما أنفقت عندهم شهرين، حصدت الكثير من النقاط، فأكلت مجاناً أسبوعاً كاملاً، أو ربما 10 أيام برفقة صديق، وعندما استنفدت النقاط بدأت باستخدام الوجبات الهدايا (قسائم). ولا أنكر أبداً أن هذا برنامج ولاء جيد جداً، وعادل إلى حد كبير، وفرت خلاله 1300 درهم.

■ المعنى الحقيقي لكلمة ولاء:

في الزمن السحيق - يعني 2016 - اشتريت مجموعة أفلام كلاسيكية من موقع أمازون، حيث لا توجد خدمة بث تدفقي واحدة في الدولة تعرض هذه الكنوز الفنية. كانت الفاتورة نحو 1000 درهم، وقبل الشراء تذكرت فيلماً، فعدت إلى الخلف وأضفته، ففهم النظام أنني أريد الشراء مرتين، فحسب لي عمليتي شراء، وسحب ضعف المبلغ.

أبلغت «أمازون» بالمشكلة، فاعتذروا وأعادوا المبلغ الزائد في بطاقتي، ولأنهم استجابوا لشكواي بعد أن تم الشحن، قالوا لي إن «الطلب الزائد» هدية لي.

Abdulla.AlQamzi@emaratalyoum.com

@abdulla_AlQemzi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر