لماذا تحولنا إلى «حصالة»

فرح سالم

منذ 2017 دخلت كرة القدم الإماراتية في دوامة هبوط على صعيد المستوى الفني في مسابقاتنا المحلية، وتأثرت منتخباتنا الوطنية أيضاً من هذا التراجع، وبات دورينا يعاني الأمرّين، بداية من ضعف اختيارات المدربين واللاعبين الأجانب، وصولاً إلى كثرة التخبطات والتغييرات، وقلة المواهب المحلية.

أحد أكثر الأمور التي أثرت في مسابقاتنا بشكل كبير، هي عملية التعاقد مع اللاعبين الأجانب، إذ نشاهد أسماء بعيدة كل البعد عن مسمى لاعب محترف، بل وصل الأمر إلى صعوبة حفظ اسم الأجنبي لكثرة عمليات التغيير، لكن أيضاً هناك أسماء مميزة خطفت الأنظار، لكنها نسبة بسيطة جداً، مقارنة بحجم الصفقات التي أبرمت، وفشلت.

كذلك على إدارات الأندية تحديد الأهداف والتعاقد وفقاً لذلك، مثلاً نادٍ بحجم العين يستحق لاعبين أجانب من الطراز الأول، لأنه عرف دائماً أنه ينافس قارياً، وبعض الأسماء التي ربطت به مؤخراً لا ترتقي إلى اسم العين ومكانته، إذا قارناها مع الأجانب السابقين الذين تعاقد معهم الزعيم عندما كان ينافس قارياً.

أيضاً أحد الأشياء الغريبة، هو أن نادي النصر، وهو مطالب بالعودة إلى منصات التتويج، والمنطق يقول إنه بحاجة إلى مدرب يعرف كيفية قيادة الفريق إلى ذلك، قبل أن يتعاقد مع الصربي غوران، وهو مدرب عرف بنجاحاته مع أندية الوسط، ولا يملك أي خبرة لتحقيق الألقاب، لا من بعيد، ولا من قريب.

عندما ننظر إلى كمية المدربين الأجانب والمحترفين، وحجم التغييرات، سنرى أن لدينا مشكلة كبيرة في العمل الإداري، ونعاني مسألة تحديد الأهداف، فمن غير المنطقي أن تتعاقد مع مدرب لا يعرف طريق البطولات، وترغب في الوقت

ذاته بالعودة إلى المنصات، ومن المستحيل أن تنافس قارياً بأجنبي لم يشارك لمرة واحدة في بطولة قارية.

علينا فقط النظر نحو المحترفين الأجانب الذين يمثلون منتخباتهم، العدد مخيف، الثابت الوحيد لابا كودجو، الأغلبية غير معروفين في بلدانهم، فكيف ننتظر منهم أن يحققوا الإضافة الفنية لتطوير مسابقاتنا؟

التراجع الفني لمنتخباتنا وأنديتنا مسؤولية إدارية على المستوى الأول، بسبب اختلاف تعاملنا مع كرة القدم عما كان عليه في السابق، نحن بحاجة إلى قرارات تعيدنا إلى المسار الصحيح، لأن العمل الحالي لن يقودنا إلى المونديال، وستبقى أنديتنا في خانة «الحصالة» خارجياً، بعدما كنا أبطالاً ومنافسين.

• التراجع الفني لمنتخباتنا وأنديتنا مسؤولية إدارية على المستوى الأول.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.

تويتر