«القلعة البيضاء»

يوسف الأحمد

قد يكون أحد المواسم الاستثنائية التي مرت بها القلعة البيضاء في الشارقة بعد استحواذها على أربع بطولات محلية بجدارة، في سابقة تاريخية في الساحة الكروية الإماراتية.

ولعل العمل الذي قدمته الإدارة الشرجاوية في هذه النسخة يُعد نموذجاً متكامل الأركان رغم التحديات والضغوطات التي مرت بها دون أن يهز ذلك من جدار الثقة الذي بنت عليه خططها ومستهدفاتها لحصد الإنجازات، بالرغم من قساوة التيارات المعاكسة التي كانت تحاصرها خارج الأسوار، لكن ذلك لم يكسر من عزمها ودفعها إلى المواصلة بإصرار دون اكتراث لما يُثار ويُقال بين الفواصل والسطور.

كما يرى البعض أن المدرب كوزمين لعب دوراً محورياً في تحقيق هذا الإنجاز، مثلما فرض بصمته وأسلوبه الذي كان محل نقاش وجدال رغم تباين الآراء حوله، لاسيما أولئك الذين رموا عليه وِزر ضياع بطولة الدوري، لاعتقادهم أنه أهمل منافستها بعد أن وجد صعوبة الوصول لخاتمتها المُرْضية، ما أجبره على تغيير اتجاه البوصلة والانعطاف نحو بطولات الكؤوس القابلة للترويض والاحتواء. فمن منظورهم يرون أن الدرع هي الأولى والأهم لنيلها، كونها تحظى بمكانة شرفية عالية بين أقرانها، فالدوري يُعد المقياس الحقيقي لقوة الفرق ومعيار تصنيفها، لما فيه من غمار ومسار لا يستطيع اجتيازه إلا من يمتلك المقومات والمؤهلات لتحقيقه، مستندين على الفرضية السائدة بأن بطولة الدوري لا تقارن قوتها وصعوبتها بالمسابقات الأخرى. لكن ذلك لا يُجيز التقليل من شأن العمل والمكاسب التي حصدها الملك في هذا الموسم، حيث قلب المعادلة وأثبت أن التركيز على الهدف وفقاً للممكنات والأدوات يُعد من أهم عوامل النجاح التي تقود إلى نهايات سعيدة ومضمونة، كون العمل في أكثر من اتجاه صعب وقد يشتت الجهود ويُفسد خواتيمها أيضاً. وبغض النظر عن حجم البطولة وقيمتها، إلا أن حصد أربعة كؤوس في موسمٍ واحد عمل لا يُستهان به، فهناك جهود وتضحيات وأموال بُذلت في سبيل الحصول على هذا المكتسب، ومن المعيب أن تُغرد بعض الأصوات بنبرة مستهجنة بعدما رهنت الإنجاز بالحظ وغياب المنافس القوي وفارق الميزانيات وغيرها. ومن الطبيعي أيضاً أن يكون هناك صرفٌ كبير وضخ سيولة لصعود منصات التتويج، لأن المال عنصر رئيس لنجاح المنظومة ولا يمكن أن يتم ذلك بدونه. ولهذا فإن ما أحدثه الشارقة من احتكار لكؤوس هذا الموسم، سيدفع منافسيه لإعادة التفكير في التعاطي والتعامل مع البطولات وتقييمها مجدداً!

• العمل الذي قدمته الإدارة الشرجاوية في هذه النسخة يُعد نموذجاً متكامل الأركان.

Twitter: @Yousif_alahmed


لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.

تويتر