في التسعين

الخروج من الكهف

فرح سالم

انتهى الموسم الرياضي بإيجابيات كثيرة وسلبيات أيضاً، وسيطر الشارقة وشباب الأهلي على الألقاب كما كان متوقعاً، بفضل الخبرة التي يتمتع بها المدربان: كوزمين، وجارديم الذي انتقل إلى الريان القطري.

أجمل ما في الموسم هو الحضور الجماهيري الذي شهدته العديد من المباريات، خاصة أن نحو ستة أندية كانت تنافس على الدوري إلى الجولات الأخيرة، وهو ما خلق حالة من التنافس والإثارة الجماهيرية في الملاعب ووسائل الإعلام، وشبكات التواصل الاجتماعي.

نأمل أن تخرج الأندية من «كهف» الضغوط الجماهيرية والأفكار التي انتهت قبل عشرين عاماً، عبر كسب الجماهير ودفعهم إلى الحضور وخلق أجواء ترفيهية لهم، لأن الرابطة فقط هي التي أسهمت في هذا الجانب الموسم المنصرم، ولابد من حراك على مستوى الأندية، وإطلاق العديد من المبادرات، وتعزيز ثقافة حضور المباريات لدى مختلف الجماهير.

أعتقد أن الإيجابية الوحيدة في مسألة الاعتماد على ستة أجانب داخل الملعب، تمثلت في تقليل الفارق الفني بين جميع الأندية، ولو تمكنت الفرق من جلب محترفين أصحاب مستوى عالٍ سنشاهد تطوراً فنياً أعلى في مسابقاتنا، كما أن هذا سينعكس على اللاعب المحلي بالاستفادة من الاحتكاك والخبرات، لكن للأسف أغلبية الأسماء الموجودة متواضعة للغاية، ولا تشكل الإضافة المنتظرة، ونشاهد هذا الفارق في المشاركات الخارجية.

مع كثرة الاعتماد على ما يسمى اللاعب المقيم، نأمل ألا تقلص فرصة اللاعبين الشبان، لاسيما أننا شاهدنا عدداً جيداً من المواهب في الموسم لدى عدة أندية، وهناك فِرق كانت تقدّم لنا أكثر من اسم في كل موسم، لكنها اختفت، وأتمنى ألا يكون هناك أي إهمال تجاه الأكاديميات، نظراً للاعتماد الغريب على قصة «المحترفين المقيمين».

إحدى السلبيات التي لا نريد رؤيتها ونتطلع إلى تجاوزها، كثرة التمثيل والسقوط في المباريات خاصة الحاسمة والمهمة. وعلى الرغم من تعديلات الوقت بدل الضائع فإن التمثيل ما زال متواصلاً، وهو جانب أسهم فيه قضاة الملاعب عبر احتساب مخالفة في كل احتكاك.

نتطلع إلى تعاقدات أفضل بالنسبة للاعبين المحترفين، وكذلك المدربين الأجانب، وإذا أراد أي نادٍ تحقيق أهدافه في الموسم المقبل فعليه أن ينجح أولاً في هذا الملف، ومن المتوقع أيضاً استمرار مسألة التعاقدات العشوائية بالاعتماد على الثقة المتبادلة بين الإدارات ووكلاء اللاعبين، والاختيار بناء على الفيديوهات وأرقام «ترانسفير ماركت»، وهي طريقة انتهت أيضاً قبل سنوات، لكن هناك أندية لم تخرج من «الكهف».

• نتطلع إلى تعاقدات أفضل بالنسبة للاعبين المحترفين، وكذلك المدربين الأجانب.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر