انتقال المدربين
انتقال المدربين من زاوية إلى أخرى في مستطيل دورينا يعد بمثابة عملية تدوير لتبادل الخبرات من الكوادر المتاحة لتحقيق المبتغى من التحسين والتطوير المأمول الذي تتطلع وتطمح له الأندية. وفي الوقت نفسه تتحرك هذه الفئة ضمن دائرة المنفعة الذاتية أولاً، ثم الرغبة في تعزيز السجل والملف التدريبي لها من أجل مكاسب ودوافع مستقبلية، يرونها من باب الحقوق المكتسبة التي يسعى كل مدرب لتحصيلها في مشواره التدريبي.
ولعلها ممارسة مألوفة اعتدنا عليها في ملاعب دورينا، فصديق الأمس أصبح خصم اليوم والعكس صحيح، كون المصلحة هي أصل الارتباط بالعلاقة التعاقدية، رغم أن البعض يُفسرها من منظور النكران وعدم الوفاء بالعهد والوعد، لكن ذلك لا يُعتد به في عُرف المستديرة التي يتسابق فيها كل طرف لجر طبق المنافع باتجاهه، مثلما أن العلاقة قائمة على الفائدة المتبادلة، وبديهياً متى ما انتفت أو ضعفت الجدوى منها، ستنتهي حتماً دون سابق إنذار.
وإزاء هذه الظروف تجد هناك من يتحوط لهذا الموقف الذي يعد أمراً مؤرقاً ومزعجاً، لاسيما الفرق الذاهبة باتجاه الاستقرار والبناء المستقبلي، حيث إنها تعمل وفق رؤية وهدف محدد لكنها لا تأمن تلك المحاذير الطارئة التي قد تُعطل مسيرتها، وهو ما يفرض عليها خطوات استباقية محتملة في برامجها وخططها، إذ تضطر إلى وضع مسار بديل تجنباً للانعكاسات المتوقعة بسبب تلك المتغيرات والتحولات، ولهذا فإنه لا ضير من الانتقال والتحرك من قلعة إلى أخرى من خلال تداول الخبرات والانتفاع منها، لكن بشرط أن يعي الطرف المستقبل حجم الإضافة المتوقعة من ذلك الاستقطاب ومدى فاعليته، التي قد تتطلب أدوات وعناصر بمواصفات معينة، كي تخدم التحول المطلوب لتحقيق النجاح المنشود. مثلما قد تأتي العاقبة قاسية أيضاً، إذا كان القرار مبنياً على العاطفة وردة الفعل، دون وجود دراسة فعلية توائم بين الحاجة والنوعية التي تخدمها وفق الأسلوب والفكر الجديد، فالظروف تتباين وتختلف في معطياتها، ومن ينجح هناك قد يفشل هنا وهكذا.
هناك العديد من الأمثلة والتجارب المريرة التي كان فيها من القصص والدروس ما يكفي لتبنّي فكرة أو قرار يقوم على أساس سليم قد يمنع أو يحد من الأخطاء المتكررة، وهو ما يطرح كذلك تساؤلاً حول هذه المهمة ومدى صعوبتها بالبحث والتقصي عن الأسماء المميزة في ظل قوائم من مختلف المدارس تعج بها أسواق المدربين إقليمياً ودولياً.
الظروف تتباين وتختلف في معطياتها، فمدرب ينجح هناك قد يفشل هنا.
Twitter: @Yousif_alahmed
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.