في التسعين

خطة ثابتة

فرح سالم

لطالما طالبنا بوجود خطة ثابتة يقف عليها العمل في اتحاد كرة القدم، حتى نتفادى السلبيات العديدة التي أثرت في منتخباتنا الوطنية بشكل واضح وكبير، وانتقل تأثيرها بعد ذلك إلى مستوى كرة القدم الإماراتية بشكل عام.

من الطبيعي أن تحدث تغييرات على مستوى الإدارة من حين إلى آخر، لكن المؤسف أن خطة العمل السابقة الموضوعة تُنسى، ويعمل المجلس الجديد باستراتيجية أخرى، حتى وجدنا أنفسنا أمام برامج عدة في السنوات الأربع الماضية على أقل تقدير، بداية من فكرة الحوار المجتمعي التي وضعت استراتيجية 2023، قبل أن يطلق المجلس الأخير رؤية 2038.

المشكلة أن كل إدارة لا تثق إلا بنهجها، لعدم وجود عمل حقيقي قائم بطريقة مدروسة من قبل خبراء يملكون الإمكانات التي تمكّنهم من بناء الاستراتيجيات ووضع الخطط قصيرة وطويلة المدى، إضافة إلى أن معظم ما شاهدناه كان عبارة عن أحاديث في مؤتمرات صحافية لم نلمسه على أرض الواقع.

الأهم في المرحلة المقبلة، أن يستفيد اتحاد كرة القدم من الاتفاقيات الموقّعة مع كبريات الاتحادات الوطنية حول العالم، والاستفادة كذلك، من التجارب الناجحة للاتحادات المشابهة لوضع كرة القدم الإماراتية، مع التركيز على أهمية أن تكون الاستراتيجية واقعية في المستوى الأول، ومتطورة من فترة إلى أخرى، إضافة إلى وجود كوادر على أعلى مستوى لإدارة اللعبة بشكل عام.

نحتاج إلى تطوير العمل في منتخبات المراحل السنية والمسابقات، إلى جانب تغيير عقلية اللاعبين منذ الصغر، والأهم من ذلك منح النجوم السابقين فرصة العمل ووضع بصمتهم وتطويرهم من الناحية الإدارية أو الفنية وفي الجانب الأكاديمي أيضاً، لأن ابتعادهم عن اللعبة أضرّ بنا كثيراً.

أيضاً أحد الملفات المهملة هو مضاعفة العمل على تطوير المدرب المواطن، عكس ما كان عليه سابقاً، لم نشاهد فترات المعايشة والثقة التي كانت تمنح لهم في منتخباتنا، والدليل هو أن جميع نجاحاتنا السابقة كانت معهم، فضلاً عن عدم وجود أي عمل على مستوى تطوير الكوادر الإدارية الذين هم بحاجة إلى تطبيق الاحتراف قبل اللاعبين.

نحن بحاجة إلى النظر على أرض الواقع باستراتيجيات منطقية، مع ضرورة تأكيد أهمية تأهيل كوادرنا المحلية، لأن العمل يقف عليهم في الحاضر والمستقبل.

نحتاج إلى تطوير العمل في منتخبات المراحل السنية والمسابقات وتغيير عقلية اللاعبين منذ الصغر.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

تويتر