في التسعين

صنع الفارق

فرح سالم

ما قام به كل من كوزمين أولاريو وليوناردو جارديم مع الشارقة وشباب الأهلي، يثبت لجميع إدارات الأندية أن اختيار المدرب المناسب يقود الفريق إلى تحقيق الأهداف الموضوعة، ويعمل على تطوير أداء اللاعبين ويشكل الإضافة ويصنع الفارق، وأن العشوائية وجلب المدربين عن طريق الوكلاء وبكل عشوائية سيدخل أي فريق مهما كانت قيمته وعناصره في نفق مظلم.

الكثير شكك في عمل كوزمين وجارديم في بداية الموسم، ضاربين بتاريخهما وخبرتهما عرض الحائط، لكن الثنائي ردا على الانتقادات بالألقاب في نهاية الموسم، وأثبتا فعلاً أنهما إضافة حقيقية لدورينا.

ربما كانت الانتقادات صوب أسلوب اللعب باعتبار أنهما يفضلان إغلاق المناطق الخلفية واللعب على المرتدات دون التركيز على الاستحواذ في أحيان كثيرة، ما جعل البعض يعتقد أنهما يؤثران على جمالية الفريقين بحكم أن الناديين يمتلكان نوعية مميزة من اللاعبين، إلا أن المدربين يعرفان بالفعل الطريق الذي يقودهما إلى منصات التتويج.

أجرت الإدارات العديد من التغييرات على مستوى المدربين في الموسم الحالي، وحدث الكثير من التخطبات في هذا الجانب، وهو ما أبعد أندية كانت قادرة على المنافسة، لكن العشوائية في بداية الموسم أنهكت فرقاً عدة، وتم رمي سهام الفشل نحو «الحيطة القصيرة» وهي المدرب كما هو معتاد دائماً، رغم أن الأخطاء الإدارية هي السبب الأول.

نأمل أن نرى المزيد من المدربين بجودة كوزمين وجارديم، ما يزيد من فرصة تطوير أداء اللاعبين ويخلق المزيد من الاستقرار ويرفع من وتيرة المنافسة والجانب الفني داخل أرضية الملعب.

كما على الأندية أن تحدد أهدافها مبكراً وقبل كل موسم، وأن يتم التعاقد مع المدربين وفقاً للأهداف الموضوعة وبناءً على طريقة اللعب المتبعة في النادي وأكاديميته إن وجدت، وهناك نموذج ومثال ناجح جداً وترفع له القبعة وهو الصربي غوران توفيدزيتش المدير الفني لعجمان، الذي يعد أحد أنجح المدربين في الموسم أيضاً، للنتائج التي حققها مع البرتقالي.

ببساطة، الخطأ في اختيار المدرب وعدم الاستقرار الفني ينسف أي عمل، وعلى الإدارات التعاقد مع الكوادر الفنية بعناية تامة بعيداً عن مسألة العلاقات مع الوكلاء، والتركيز على مصلحة النادي أولاً وأخيراً.

• الخطأ في اختيار المدرب وعدم الاستقرار الفني ينسف أي عمل.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر