مبادرات وعمل حقيقي

فرح سالم

من الجيد أن نرى مبادرات مثل منتدى تطوير الدوري الذي نظمته رابطة المحترفين الإماراتية، بما ينعكس في مصلحة المسابقات المحلية وللارتقاء بكرة القدم مستقبلاً من الناحية التنظيمية، ولكن في ذات الوقت نحن بحاجة إلى وقفة حقيقية تجاه الأساس الذي ترتكز عليه اللعبة.

لا أعني هنا الأمور اللوجستية والتنظيمية التي لا غبار عليها في مسابقاتنا المحلية، وهي التي تأتي ضمن اختصاص رابطة المحترفين، بل على اتحاد كرة القدم التركيز بشكل أوسع وأكثر جدية تجاه تطوير مسابقات المراحل السنية ومدارس كرة القدم، وإيجاد آلية عمل تواكب تطور اللعبة في مختلف أنحاء القارة.

لأننا على مستوى قارة آسيا تراجعنا كثيراً على مستوى المراحل السنية وصولاً إلى المنتخب الأول، بعدما سيطرنا في بداية الألفية وفرضنا أفضليتنا، لكن بسرعة الصاروخ تم هدم كل المشاريع لاختلاف الرؤى والأفكار مع كل إدارة جديدة تولت مسؤولية الاتحاد.

السقوط المتواصل لمنتخباتنا الوطنية يعني أن الأساس الذي تقف عليه اللعبة ضعيف جداً، لأنه من غير الممكن أن يكون لديك عمل حقيقي وعلى مستوى عالٍ في أكاديميات الأندية ومسابقات المراحل السنية ويكون الناتج مثل المنتخبات الحالية التي وصلت إلى مرحلة سيئة جداً بكل صراحة وبعيداً عن أي مجاملة.

نعم لدينا مشكلة كبيرة جداً في صقل المواهب، لأن العمل في تطوير اللاعبين ليس مثلما كان في السابق، ومن الخطأ أن تعتمد على مسألة جلب لاعبين من الخارج ووضعهم في خانة المقيم من أجل الارتقاء باللعبة والمنتخبات، بل ستعاني من العشوائية لغياب النهج الواضح، لأنك تعتمد على الجاهز وفرطت في الأساس الذي من المفترض أن تقف عليه.

الحقيقة هي أن المستوى الفني في مسابقاتنا ضعيف جداً، ومعظم المباريات مملة للغاية، وتمثيل اللاعبين مبالغ فيه، وتعامل الحكام في هذا الجانب غريب أيضاً، إضافة إلى أن غالبية المحترفين المتواجدين في الأندية (درجة ثانية أو ثالثة)، غير معروفين، لا يملكون الإضافة الفنية ولا حتى الجماهيرية.

وختاماً.. لا أعتقد أن الشارع الرياضي يكترث بعبارات مثل الحوكمة والاستدامة في كرة القدم، لأن الواقع يقول إننا بحاجة إلى تطوير المهارات وتعزيز الجانب الفني وعمل حقيقي وواقعي من أجل مستقبل أفضل لكرة القدم الإماراتية.

• السقوط المتواصل لمنتخباتنا الوطنية يعني أن الأساس الذي تقف عليه اللعبة ضعيف جداً.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر