في التسعين

اللاعب المقيم

فرح سالم

كثر الحديث عن مدى جدوى اللاعب المقيم وفائدته لكرة القدم الإماراتية، بعد الأعداد الهائلة التي شاهدناها في مسابقاتنا، حيث كان من المتوقع أن تستفيد الأندية من قرار الاتحاد والرابطة بمنح الفرق فرصة سانحة لضم أي لاعب من الخارج إلى هذه الفئة، دون الاهتمام بمصلحة المنتخبات.

كنا نأمل أن تستفيد منتخباتنا الوطنية من اللاعب المقيم «الحقيقي» في أسرع وقت، إلا أن معظم الفرق اتجهت إلى جلب لاعبين من الخارج، وبالتالي فهم بحاجة إلى سنوات قبل الاستفادة منهم في المنتخبات.

لكن المؤسف حقاً أن معظم الأندية فشلت في هذا الملف، لأننا شاهدنا أسماء كثيرة جداً لم تتمكن من إثبات نفسها وفرض إمكاناتها، وكان معظمهم على دكة البدلاء، وآخرون أصحاب مستويات متواضعة للغاية، وكان الكاسب الوحيد من هذه الصفقات الفاشلة الوكلاء.. ومازالوا.

لكن في الوقت

ذاته شاهدنا بعض الأسماء التي نرفع لها القبعة، ولاعبين مميزين للغاية فرضوا أنفسهم في التشكيلة الأساسية وقدموا الإضافة، وهناك لاعبون مسجلون في فئة «المقيم» فائدتهم أصبحت أكبر من المحترفين الأجانب، لكن للأسف عددهم لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة.

للأسف أثر اعتماد الأندية على لاعبين أجانب من الخارج ووضعهم في فئة اللاعب المقيم على فرصة عناصرنا المحلية، وعلى المقيم

أيضاً الذي ترعرع في دولة الإمارات، وهناك الكثير منهم موهوب للغاية، إلا أنه لم يجد فرصته، لأن غالبية الأندية باتت تعتمد على الوكلاء في التعاقد مع مقيمين من الخارج، لأسباب معلومة.

التعامل العشوائي مع هذا الملف ليس بجديد على أنديتنا بكل تأكيد، لأن هناك الكثير من الأمور التي اعتدنا عليها في مسألة التعاقدات، أثرت على مستويات مسابقاتنا، ونأمل ونتطلع إلى أن تعيد الأندية حساباتها، مع أن هذا الأمر مستبعد، ولا أعلم حقيقة السبب الذي يجعل معظم فرقنا تفشل في جلب لاعبين يصنعون الفارق، لأن نسبة التعاقدات الفاشلة وصلت إلى حد مزعج للغاية.

نتمنى مجدداً أن تبتعد الأندية عن التعامل مع التعاقدات من منظور تجاري، وأن تنظر أولاً وأخيراً إلى مصلحة منتخباتنا الوطنية.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر