في التسعين

الخروج على النص

فرح سالم

كثرت حالات الخروج على النص بالنسبة للاعبين في مسابقاتنا المحلية، وهي تصرفات لم نعهدها في ملاعبنا، ولم نعرفها، وبالطبع ليست مقبولة أبداً، وعلينا أخذها على محمل الجد، والتعامل معها بصرامة، لأن الأمر وصل إلى المراحل السنية.

أعتقد أن ضعف العقوبات من لجنة الانضباط أثر في هذا الجانب، وبشكل كبير جداً، لأنه من غير المعقول أن نتعامل مع هذه التصرفات بعقوبات مالية تبلغ 200 ألف درهم، وإيقاف ست مباريات، لأن المبالغ المادية لا تتعدى مرتب شهر لدى معظم اللاعبين أصحاب الفئة الثانية، والإيقاف بالنسبة للمباريات أيضاً ضعيف جداً، وهو ما جعل مثل هذه التصرفات تستمر.

المؤسف حقاً، أن لاعبي الفرق الأولى هم قدوة للاعبين الصغار، ويجب أن يضبطوا النفس، ويتعاملوا بعقلانية وبكل روح رياضية، وهو ليس خياراً، بل أمر يجب أن نشاهده على أرض الواقع، لأن كرة القدم فوز وخسارة، وكلاعب عليك أن تتحلى دائماً بالروح الرياضية، وتتقبل الهزيمة مثلما تفرح بالفوز، وعليك أن تلوم نفسك أنت أولاً، لأنك لو قدمت الأداء المطلوب لما تعرضت للهزيمة.

الأمر الآخر الذي يعد غير مقبول بتاتاً، هو دخول الجهاز الفني أو الإداري في مثل هذه الاحتكاكات، وهو ما شاهدنا في لقطات الفيديو التي تم تداولها في المباريات التي شهدت مثل هذه السلوكات المرفوضة، ويجب أيضاً أن تتخذ الأندية أولاً موقفاً قوياً ضدها، وثانياً عقوبات قوية ورادعة من لجنة الانضباط، فإذا لم يتمكن الإداري أو المدرب من ضبط نفسه فهذه كارثة أخرى.

يمكن أن نقبل ضعف مستوى اللاعبين والأجانب، وملل المباريات، وركاكة الجانب الفني والتكتيكي، لكن الخروج على النص لا مكان له في ملاعبنا، ولا نريد رؤيته أبداً، وليس له مكان بيننا أبداً، ومرفوض بتاتاً.

لأن وصول المشاهد هذه إلى المراحل السنية يعني أنه تمت مشاهدتها على مستوى الفرق الأولى، كما أن العقوبات لم تكن كافية لردعها، وبالتالي الاستمرار في رؤيتها ومشاهدتها في المواجهات الحاسمة والمهمة، وكما يقال «من أمن العقوبة أساء الأدب»، فلذلك ننتظر أن يكون تدخل لجنة الانضباط في الفترة المقبلة قوياً، ونأمل أن تقف الأندية بحسم تجاه هذه السلوكات.

• يمكن أن نقبل ضعف مستوى اللاعبين والأجانب، وملل المباريات، وركاكة الجانب الفني والتكتيكي، لكن الخروج على النص مرفوض بتاتاً.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر