ظاهرة جديدة

يوسف الأحمد

ظاهرة جديدة أطلت علينا، أخيراً، تحت داعي الإصابة، والتي منحت عذراً شرعياً للبعض من الحضور والمشاركة في تجمعات المنتخب الأخيرة.

حيث آثر أولئك تجنب التواجد وتكبد الجهد مع المنتخب بغرض توجيه جاهزيتهم وطاقتهم الفنية لمشاركة أو منافسة محلية جعلوها غاية من أسمى أولوياتهم.

فقد ظهر ذلك جلياً في الجولات الماضية من الدوري، عندما تم استبعاد مجموعة من المؤثرين في صفوف «الأبيض» بسبب الإصابة وعدم الجاهزية لخوض وديات المنتخب التجريبية، لكنهم ريثما خرجوا بعد أيام وهم في كامل الأناقة الفنية والبدنية، يجولون يُمنةً ويُسرى في المستطيل مقدمين أفضل مستوى وعطاء.

ولعلها سابقة غير معهودة في وسطنا، عندما يجد البعض وسيلة أو مخرجاً للتنصل من أداء الواجبات المطلوبة تحت عذر مفتعل وصمت من المحيط القريب، الذي يُفترض أن يتجلى حسه الوطني ويتجرد حينها من أي مصالح أو منافع ذاتية ووقتية، بحيث تكون الأيادي داعمة ومساهمة في إعادة بناء كيان هذا المنتخب، الذي تاه بين المجرات وفقد بين مساراتها بوصلة العودة إلى واقعه ومكانه الطبيعي المعتاد.

وبسبب هذا، فقد استهجن الشارع الكروي هذا السلوك الغريب الذي يرى فيه مؤشر انفلات في دائرة الانضباط والالتزام المحيطة بالكيان الكبير، لما له من دلالات غير حميدة أو مطمئنة في منظومة الاستقرار التي حتماً سيختل توازنها، وحينها ستتطاير النقاط من فوق الحروف وستصل المسائل إلى نفق مسدود، بما يؤدي إلى تبعات قاسية ومرهقة مع مرور الزمن.

نعم، هناك ظروف ومؤثرات قد تلعب دوراً في الحالة النفسية والبدنية للاعب وتؤثر في عطائه وفاعليته، ما يستوجب عندها الراحة والابتعاد قليلاً، للفصل بين الحالتين أولاً، ثم لشحن وتجديد الطاقة الإيجابية والمعنوية، وهو وضع طبيعي يفرض التبرير في مثل هذه الحالات، لكن عندما يتناقض العذر مع الفعل، هنا ينبغي التدخل الحازم من أجل التصدي للرغبات غير

المسؤولة وردعها من قبل المعنيين، قبل أن تستفحل أكثر.

المرحلة الحالية التي يمر بها المنتخب تستدعي تكاتف الجهود وتوحيدها، بدءاً من البيت الداخلي ثم من الوسط الملاصق، على الرغم من سهام الانتقاد والاستياء التي تتقاذفه من كل جانب، إلا أن المسؤولية الوطنية تستوجب من الجميع الكف عن هذا الجدال والحوار السلبي الدائر، مع منح الجهازين مساحة من الهدوء والثقة للعمل وفق الرؤية والأهداف، التي لربما تأتي بالثمار المنتظرة.

• «المرحلة الحالية التي يمر بها المنتخب تستدعي تكاتف الجهود».

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر