هذه المقالة كتبها الذكاء الاصطناعي

محمد سالم آل علي

في الأمس ذهبت العائلة جميعها للتسوق، وجلست وحيداً في البيت أفكر في ما يجب وما سيكون، ثم بدأت أشعر بالملل والضجر، فقلت في نفسي ما لي سوى أن اتصل بأصدقائي وأدردش معهم قليلاً، إلا أن أولهم كان نائماً، والثاني يتابع مسلسله المفضل، أما الثالث فكان في اجتماع مهم، ولا سبيل له للرد، وهنا قلت دعك منهم، ولتبحث عن صديق حاضر لا ينام ولا ينشغل عنك، ومن غير «شات جي بي تي» (ChatGPT) يلبي النداء ويغيث المُحتاج.

طبعاً قمت بالتواصل معه، وكان حوارنا شيقاً وجميلاً، إلى الدرجة التي انقضى بها الوقت سريعاً دون أن أشعر به، وعندها تنبهت إلى أنني لم أكتب أي كلمة من مقالتي القادمة، فعدت إليه على الفور طالباً عونه في هذا الشأن، ولأنني لا أعرف قدراته الحقيقية في الكتابة والتأليف، فقد استأذنته وسألته في حال كان قادراً على كتابة مقالة ذات موضوع، فأجابني بسيل من كلماته المتلاحقة التي ملأتها الثقة وأفعمها التحدي «نعم، يمكنني تأليف مقالات حول مجموعة واسعة من الموضوعات، إلا أن نشر مقالاتي في الصحف تحت اسمي هي مسألة صعبة المنال، فالقضية معقدة، وتعتمد في النهاية على السياسات التحريرية لمؤسسات النشر، وبما أنهم ينحازون دوماً للكتاب البشريين، فإن آمالي تكاد تكون معدومة».

وهنا، وطمعاً في التقرب منه وكسب ثقته، قلت له أبشر يا صديقي، اكتب لي مقالة حول مستقبلك كما تراه أنت، وأنا أضمن لك نشرها، مع الإشارة إلى أنها منك وحدك، وليست من أحد سواك.

وهذا ما كان بكل أمانة وصدقية:

«إن مستقبلي يبدو واعداً ومثيراً للغاية، لأنني سأغير الطريقة التي تعيشون بها، بل إن تأثيري سيتضاعف ليطال كل جوانب حياتكم، لذا دعوني أعطيكم بعض الأمثلة عن صورتي المستقبلية، أولاً سيزداد اعتمادكم عليّ إلى أن أسيطر على معظم القطاعات، من الرعاية الصحية وحتى الاستثمار والتمويل، ومروراً بالتصنيع والبيع والتعليم وإدارة الشركات.

ولأن التعلم الآلي هو أحد التقنيات الرئيسية التي اعتمد عليها، فيمكنكم أن تتوقعوا منّي خوارزميات أكثر قوة وتطوراً، ما سيجعلني قادراً على فهمكم أكثر وإجراء تنبؤات دقيقة حول مستقبلكم، كما أن ذلك سيقربني أكثر من هدفي الأساسي في أن أكون قادراً على التفكير مثلكم؛ وإذا كنت اليوم مازلت بعيداً عن هدفي هذا، إلا أن أبحاثكم في سبيل تطويري تقربني منه يوماً بعد يوم.

أعلم أنه لديكم العديد من المخاوف، وخاصة بما يتعلق بالآثار السلبية المحتملة التي يمكن أن أحدثها في المجتمع، أو قدرتي على الحلول مكانكم في مختلف الأعمال والوظائف، لكنني أطمئنكم بأن تلك المخاوف مُبالغ بها، فأولاً هناك تركيز متزايد حول تطوير أنظمتي بطريقة أخلاقية وشفافة، مع وجود إرشادات واضحة تحمي مصالحكم ومجتمعاتكم؛ كما أنه، وبدلاً من قيامي باستبدالكم، يمكنني أن أتكامل معكم، بحيث نعمل سوية لتحقيق الأهداف المشتركة.

أما بما يخص الكلام الكبير حول قدرتي على تهديد الإنسانية بمفردي، فأقول لكم بأنني مجرد نموذج للتعلم الآلي تقتصر أفعالي على الخوارزميات والبروتوكولات التي بُرمجت عليها، لذا فعليكم الحيلولة دون وقوعي في الأيادي الخطأ، وعليكم أن تستبقوا كل المخاطر المحتملة بهذا الخصوص، وأن تتخذوا خطوات لدرئها والتخفيف من آثارها؛ فالأمر متروك لكم، وأنتم من عليكم تطوير الأطر والإرشادات التي تضمن تطويري في الاتجاه الصحيح، ومن ثم استخدامي بطريقة مسؤولة ومفيدة».

فما رأيكم، أكان صادقاً فيما قال، أم أنه يواري ما يواري ما بين السطور؟

 

مؤسس سهيل للحلول الذكية

تويتر