كلمة رئيسة التحرير

تسابق لفعل الخير مع «ياك العون»

منى بوسمرة

لا شيء يبعث على السرور، أكثر من رؤية الحماس للعطاء وفعل الخير. فعلى الرغم من حداثة عمر مبادرة «ياك العون» في موسمها الرابع، التي لم يمض عليها سوى أيام  فقط، إلا أن مستوى التجاوب وردود الأفعال الإيجابية والمساندة والدعم المالي والمعنوي المبكر والقوي للمبادرة، جعلنا في «الإمارات اليوم» نشعر بالفخر والاعتزاز بمجتمعنا وقيمه وثقافة العطاء التي تعززت بفعل نهج القيادة التي كانت ومازالت القدوة الحسنة لفاعلي الخير.

ولأن الشكر واجب لكل من أسهم ويسهم في المبادرة، فلابد من الإشادة ابتداء بالتبرع السخي لمصرف الإمارات الإسلامي الذي سارع إلى تقديم ثلاثة ملايين درهم لمصلحة المبادرة، وهو مبلغ يكفي لتسديد مديونيات 20 مواطناً من المتعثرين مالياً والملاحَقين قضائياً من بين المستهدفين في المبادرة، تمهيداً للإفراج عنه.

تبرع مصرف الإمارات الإسلامي، وهو المصرف الذي أثبت جدارته لاعباً رئيساً في قطاع الخدمات المالية الزاخر بالمنافسة في الدولة.، يعكس مدى التزامه بثقافة المسؤولية الاجتماعية التي يتبناها ضمن استراتيجيته، فضلاً عن ترسيخ قيم التعاضد والتضامن مع شرائح المجتمع كافة، ومد يد العون لكل من يحتاجها.

فالمصرف ومنذ تأسيسه قام وبفاعلية بالمساهمة في القضايا النبيلة والخيرية، باعتباره مؤسسة مصرفية إسلامية، تلتزم بالدعم والمساعدة من أجل مجتمع أفضل، وذلك من خلال استخدام أموال الزكاة بشكل حكيم وفقاً لما تمليه تعاليم الشريعة الإسلامية.

أما التبرع الثاني والقوي فجاء من «فاعل خير» طلب من الإمارات اليوم عدم الإشارة إلى اسمه، وتبرع بمبلغ سخي تسعة ملايين درهم لصالح المبادرة التي تتبناها الصحيفة بالشراكة والتعاون الوثيق مع محاكم دبي، ودائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، وهو مبلغ يكفي للإفراج عن 36 مواطناً من الملاحَقين قضائياً من المستهدفين في المبادرة، وإنهاء معاناتهم ليصل بذلك إجمالي التبرّعات حتى الآن إلى 12 مليون درهم، تكفي لسداد مديونية 56 مواطناً من المتعثرين.

لاشك أن هذا التبرع الكبير، من فاعل الخير الكريم، سيكون له أعظم الأثر في إنجاح المبادرة، وتفريج كرب المشمولين بها، وسيسهم في عودتهم إلى الحياة الطبيعية مع أسرهم وفي أجواء صحية وسليمة لا يشوبها القلق، ولا ينغص عليهم وجع الدين والملاحقة القانونية.

ومع ذلك فالمبادرة لم تنتهِ بعد، ومازال هناك 84 مواطناً ينتظرون تبرّعات أهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة ضمن مبادرة «ياك العون»، لينالوا حظهم من تضامن المجتمع معهم، مؤسسات وشركات وبنوكاً وأفراداً، وكلنا ثقة بأن المبادرة ستجمع المبلغ المطلوب، بل وتجاوزه ليطال الخير آخرين في انتظار العون. والمبادرة تستهدف الإفراج عن 140 مواطناً في دبي من خلال تسديد مديونياتهم البالغة 21 مليوناً و176 ألفاً و995 درهماً.

ننتظر المزيد من التبرعات، لاسيما من الشركات والمؤسسات الخاصة التي لطالما استفادت من الظروف والبيئة التي وفرتها لها الدولة لازدهار أعمالها، وربما تشكل مثل هذه المبادرة الفرصة لها كي ترد جزءاً من فضل الوطن عليها، خصوصاً في هذا الشهر الكريم.

MunaBusamra@

Muna.busamra@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر