أيا رمضان

أمل المنشاوي

كم من سنوات جئتنا، طارقاً قلوبنا، تنشر خيرك في الطرقات، وتُعمر المساجد والبيوت بالصلوات وتنشر السكينة في نفوسنا.

كم بك من أوقات روحانية ورحمة ربانية ودعاء متشبث بحسن الظن واليقين بإنجاز الوعد «ادعوني أستجب لكم».

كم بهجةٍ وفرحٍ وزينةٍ، تلك التي يلبسها الكون احتفاء بكَ، وكم هي الأيادي الممدودة بالفضل والعون في كل شارع تتنافس في إسعادنا.

كم تنير كل عام عتمة النفس وتجلي صدأ القلب وتعيد الغائب وتصل روابط الدم، وتشارك الجار والصديق والأهل طيب الكلام والطعام، وتُحسن أخلاقنا.

كم تمنحنا من عدل السماء فرصاً ومساحات للرجوع ورد للحقوق والمظالم وكف الأذى والعودة لجادة الطريق، وكم تفتح أبواب العطاء والبذل لتطهيرنا.

كم تنبسط الأرض مع قدومك، فتتوسع وتزيد فيك أرزاقنا، وكم يسعنا فيك الرجاء بعفو القدير على كُثرنا وكثرة أخطائنا وعظيم ذنوبنا.

أيا رمضان، بك من صفات الله جل وعلا الكثير، كرماً وبسطاً وتسامحاً وغفراناً ورحمةً وليلة بألف شهر تتبدل فيها أقدارنا.

أيا رمضان يا شهراً يمر عابراً تمهل قليلاً فلدينا من الأمنيات الكثير، وبنا من الآلام والأسقام ما بنا، وكلنا على باب الواحد رغم اختلاف لوننا ومنطقنا وتعدد حاجاتنا.

أيا رمضان، كلنا يحتاج أن يغتسل بأنوارك ويلقي بالهموم والآمال في سجود الفجر وبين ركعات تراويحك، كلنا يحتاج أن يلوذ بتلك الطمأنينة الإلهية: «إني قريب»، كلما ضاقت طريقنا.

أيا رمضان لدينا أخوة من بني الإنسان تبدلت أحوالهم وأحكمت الدنيا قبضتها عليهم، يعانون العوز والحاجة والمرض، فكن لهم شفيعاً علّ الله يخفف عنهم ما بهم ويستجيب دعواتنا.

أيا رمضان، نشتاقك كل عام في كل بقاع الأرض، ونعرف قدرك شهراً للقرآن والصيام والقيام والصدقات، ونغرس حبك في صغارنا ونعلمهم احترام حرمتك ونقرن خيرك وبركتك بخير موائدنا.

أيا رمضان، لك هنا في الإمارات كل عام قصة وحكاية خير لا تنتهي، وباب يتسابق فيه الجميع لمد يد العون للعالم من حولنا، ومبادرات تعكس حسن النوايا وطيبها ومشاركة الرزق مع أخوتنا.

«وقف المليار وجبة» الذي يعد أكبر صندوق وقف لتوفير الطعام لمن يحتاجه من الأسر في 50 دولة حول العالم، مبادرة كريمة تستحق كل الدعم وتشهد عاماً بعد عام تكاتفاً مجتمعياً، وتعد مصدر فخر لنا جميعاً، وتُعلي إحساسنا بمن حولنا.

أيا رمضان، لا حرمنا الله فيك عملاً مقبولاً ودعوة مستجابة وعتقاً من النار، وأعادك أعواماً عديدة باليمن والبركات علينا جميعاً.

• أيا رمضان، لك هنا في الإمارات كل عام قصة وحكاية خير لا تنتهي، وباب يتسابق فيه الجميع لمد يد العون للعالم من حولنا، ومبادرات تعكس حسن النوايا وطيبها ومشاركة الرزق مع أخوتنا.

@amalalmenshawi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.

تويتر