في التسعين

حتى تتغير العقلية

فرح سالم

من الجيد حقاً أن نشاهد أسماء جديدة في قائمة منتخبنا الوطني الأول، سعياً لمنح الفرصة لأكبر عدد من اللاعبين لبدء عملية رفد الأبيض بإضافات، عسى ولعل أن يتغير المستقبل، سعياً لتحقيق آمال وطموحات صبرنا عليها طويلاً.

لكن المؤسف في الوقت نفسه أن هناك لاعبين انضموا إلى القائمة تراوح أعمارهم بين 22 و26 عاماً، كانوا يشاركون بانتظام على مستوى منتخبات المراحل السنية وصولاً إلى الأولمبي، ثم لم يجدوا الفرصة مع الأول، بسبب اعتمادنا لفترة طويلة جداً على جيل أولمبياد لندن 2012، وهو ما أحدث فجوة بين الأجيال.

لأنه من المفترض عندما يصل اللاعب إلى 26 عاماً، يجب أن يملك عدداً كبيراً من المباريات الدولية على مستوى المنتخب الأول، لكن معظم الأسماء المتاحة حالياً لا تملك هذه الخبرة، وبالتالي فهم بحاجة إلى المزيد من الصبر والثقة والاحتكاك لكسب التمرس.

لكن يبقى السؤال: هل هذا المنتخب قادر على التأهل إلى كأس العالم 2026؟ ما نراه على أرض الواقع وبالنظر إلى المنافسين: الإجابة هي لا، لأسباب مختلفة وعديدة.

نأمل أولاً ألا نكرر الأخطاء السابقة في مسألة تعاقب الأجيال، لأن العشوائية التي حدثت في السنوات الماضية مازلنا نجني ثمارها، ونتمنى ألا تتواصل مسألة تغيير المدربين مع كل فشل، لأنه من المستحيل أن يتحمل المدربون وحدهم كل النتائج السلبية التي حدثت طيلة السنوات الماضية، وأن نربط تعثر منتخباتنا بالمدربين فقط.

بما أن اتحاد كرة القدم يملك اتفاقات مع اتحادات عديدة ومتطورة، نريد محاولة تطبيق تجاربهم الناجحة، بحيث تكون لدينا استراتيجية واضحة لا تتغير مع كل إدارة جديدة، بل تتطور من فترة إلى أخرى، لأن هذا الأمر أضرنا كثيراً السنوات السابقة، والدليل الرؤى والخطط والمؤتمرات الصحافية التي رأيناها سابقاً في وسائل الإعلام ولم نشاهد نتائجها إطلاقاً.

كافة الإمكانات متوافرة لدينا، لكن دائماً ما نصعب الأمور على أنفسنا في كرة القدم، بالاعتماد على الآراء غير المدروسة، وعلى سبيل المثال هو منح المدرب الأرجنتيني رودولفو أروابارينا خطة بناء المنتخب من أجل الاستحقاقات المقبلة، لأننا لن نصبر عليه ناهيك بأنه لا يملك الخبرة على مستوى المنتخبات، وستتم إقالته عند أقرب سقوط.

• هل المنتخب الحالي قادر على التأهل إلى كأس العالم 2026؟ الإجابة لا.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.

تويتر