شرف الانضمام للمنتخب

حسين الشيباني

للأسف مازلنا ندفن رؤوسنا في الرمل، فبدلاً من الاعتراف بعزوف بعض اللاعبين عن اللعب للمنتخب، نجد من يبرر ذلك باستبعادهم لأسباب لم تعد مقنعة. عزوف بعض لاعبينا من الانضمام للمنتخب أصبح ظاهرة في كل تجمع للمنتخب، وهو أمر يثير الدهشة والاستغراب، والسؤال المهم هنا: لماذا وصلت الأمور إلى هذه الحالة؟ وهل أصبح شرف الانضمام إلى المنتخب أمراً غير مرغوب فيه من بعض لاعبينا؟ أم هناك ضعف في اللوائح أو ضعف إداري للحد من هذه المشكلة التي تحولت إلى ظاهرة؟ للأسف العزوف والاعتذار عن الانضمام للمنتخب أمر يجب التوقف عنده، والتعرف إلى المسببات الحقيقية التي تؤدي ببعض اللاعبين لدينا قبل المعسكرات إلى أن يكونوا غير مبالين، وغير حريصين على الانضمام إلى المنتخب في المواعيد المحددة، أو تقديم أعذار غير مقنعة بداعي الإصابة، وهم شاركوا مع أنديتهم في مسابقة الدوري قبل معسكر المنتخب بيوم واحد، وبعد انتهاء معسكر المنتخب سنشاهد هؤلاء اللاعبين الذين اعتذروا عن الانضمام لمعسكر المنتخب، وخوض المباراتين الوديتين، نشاهدهم مع أنديتهم يشاركون في الجولة القادمة في دوري أدنوك للمحترفين! محاسبة من يتراخى عن تمثيل المنتخب وأداء الواجب الوطني يجب أن تكون على وجه السرعة، ويفترض عدم السماح لهم بالمشاركة مع أنديتهم في الجولة التي تأتي بعد معسكر المنتخب، بشرط تطبيق العقوبات دون تراجع، فاللاعبون عندما يعرفون أنه لا تساهل في مثل هذه العقوبات، فإنهم سيولون جل اهتمامهم وحرصهم على الانضباط في معسكرات المنتخبات الوطنية، والحل الأنسب للقضاء على هذه الظاهرة أيضاً وجود اللاعب المعتذر لأي سبب من الأسباب، وإن كان بداعي الإصابة، هو وجود اللاعب المصاب في معسكر المنتخب، وتلقي العلاج من الجهاز الطبي للمنتخب حتى نهاية المعسكر، ويكون اللاعب في المعسكر مع اللاعبين، وهذا حل منطقي، فلابد من مراجعة اللوائح بحيث تكون هناك إجراءات صارمة لكل لاعب لا يلتزم بالأنظمة والتعليمات مع منتخباتنا الوطنية، واعتبار الانضمام مسؤولية وواجباً وطنياً لا يُقبل الاعتذار من أدائه، لاسيما أن شرف الانضمام إلى منتخب البلاد وتمثيله أمنية كل لاعب في جميع أنحاء العالم.

الأسطورة ليونيل ميسي لبّى نداء الوطن بالانضمام إلى المنتخب الأرجنتيني لخوض مباريات ودية في العاصمة الأرجنتينية، وقطع مسافة طيران 13 ساعة من باريس إلى بيونس آيرس، ولم يعتذر، لأنه يدرك أن تلبية نداء الوطن فخر وعز وواجب وطني.. وأيضاً الأسطورة كريستيانو رونالدو، وهو في سن 38 سنة، ويتقاضى أعلى راتب في العالم، يلبي نداء الوطن.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر