مشهد كروي وتنافس مثير

يوسف الأحمد

الموسم الجاري يشهد أفضل حالات المشهد الكروي التي تمر بها ساحتنا بعد الارتفاع الملحوظ في وتيرة المنافسة على اللقب، ودخول أطراف عدة على خط الطموح والأمل، من أجل الاقتراب من مركز الصدارة والبقاء في محيطها. ولعل الصراع في هذه النسخة قد اختلف عما قبله من مواسم، بسبب التقارب النسبي بين فرق المقدمة، بعدما اتخذت مساراً نحو الوصول إلى القمة، التي بات يطلب ودها ما يفوق خمسة متنافسين باختلاف مؤهلاتهم وألقابهم.

هي حالة مثالية عملت على رفع مستوى الإثارة والندية، مثلما أنها أسهمت في جذب شرائح من الجماهير، وتمكنت من إعادتهم إلى المدرجات بعد قطيعة طويلة، لينعكس ذلك في حجم التفاعل والحضور الذي أصبح منظراً مألوفاً في مدرجاتنا منذ انطلاق الموسم. كما أن هذا التنافس أوجد نوعاً آخر من السجال بين اللاعبين داخل المستطيل، لاسيماً أولئك الذين عادوا إلى مستوياتهم وأدائهم المعروف الذي أبهر وأسعد الجميع ممن صفق لهم وحيا تلك الروح والشغف الذي ظهروا عليه، ما يُبرهن ويُفسر الكيمياء المشتركة بين إثارة وحماس المدرجات وأداء اللاعبين بالملعب، كون الحضور الجماهيري وتفاعله بالتشجيع والمؤازرة، يدفع اللاعبين لإخراج وتقديم أفضل ما لديهم من مهارات وقدرات، بما يُثري المواجهة التي تتلون حينها بصبغة الاستمتاع والتشويق الذي لا يتوقف إلا عند سماع صافرة النهاية. ودون أدنى شك أن هذا الانسجام الكروي له من الانعكاسات الإيجابية على المردود والعطاء الفني للأندية، بغض النظر عن مواقعها في جدول الترتيب وحجم حظوظها، سواء في أعلى السلم أو أسفله.

إذ إنها ستكون مجبرة على مسايرة الأداء ومجاراة الرتم المتسارع، فلا يمكن لأحد منها أن يبقى متفرجاً وشاهد عيان على هذا التغيّر والتحسّن الملحوظ دون أن تحمله الغيرة أو تدفعه الضغوط لخلع قميص الأعذار والأسباب وتقديم الأفضل، فجميع الفرق مهما تكالبت عليها الظروف، إلا أنها تدور في الفلك نفسه، وحركتها يجب أن تكون مواكبة لسرعة دوران عجلة غرمائها الآخرين في البطولة.

بسبب هذا، فإن الاهتمام والمتابعة من مختلف الصعد أخذ حيزاً كبيراً من المكان مع تعاقب الجولات، وبات الجميع يترصد ويترقب الآخر أملاً في عثرة هنا أو هفوة هناك تستنزف الرصيد بهدر وبعثرة النقاط. لذا هناك المنطلق وهناك المطارد وهناك المتربص، لكن جميعهم بات يُمني، طمعاً في رفع الغلة وتسمين الحصيلة، لتعزيز الفارق والبقاء بعيداً عن أقرب منافس!

مستوى الإثارة والندية انعكس إيجاباً على التفاعل والحضور الجماهيري المميز منذ انطلاق الموسم.

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر