مارغريت أتوود في جامعة هارفارد

د. كمال عبدالملك

اكتظ المدرج في مركز ماهيندرا للعلوم الإنسانية بجامعة هارفارد، يوم الخميس الماضي، بالطلاب وأعضاء هيئة التدريس للاستماع إلى الكاتبة الكندية مارغريت أتوود، التي كنت قابلتها في مهرجان الأدب في دبي عام 2012، وسعدت برؤيتها تحضر جلستي مع الكاتب الإنجليزي Matt Rees (مات ريس) عن أدب الجريمة، ولماذا لا توجد روايات جريمة عربية على غرار كريستي؟

عادت أتوود، البالغة من العمر 83 عاماً، التي جعلت أدبها حول المرأة والسلطة رمزاً نسوياً محبوباً وموضوعاً متكرراً للقراءة والمشاهدة، إلى جامعة هارفارد لتتحدث في سلسلة لقاءات مع مشاهير الكاتبات والكتاب. ناقشت الروائية الكندية الفائزة بجائزة بوكر مرتين مجموعتها القصصية الجديدة، «Old Babes in the Wood» مع المذيع سكوت تونغ، وانساب حديثها سلساً وجريئاً ومتمكناً بطريقة أظهرت قدرة ملحوظة على الأداء المسرحي والتوقيت الكوميدي الذي يستحق عرضاً خاصاً على Netflix

«لم تكن هارفارد سعيدة عندما تم نشرت روايتي The Handmaid’s Tale (حكاية الخادمة).. لم يعتقدوا أن من اللباقة أن في روايتي جثثاً معلقة على جدار جامعة هارفارد..».

بعض القصص الـ15 تنم عن خيال إبداعي غني، مثلاً نقرأ مقابلة بين شخصية تدعى مارغريت أتوود والمؤلف جورج أورويل من خلال وسيط أحضر روح الكاتب البريطاني الشهير، بينما تعكس قصص أخرى الأوجاع المتعددة التي تصاحب سن الشيخوخة وتصيب الأحباء بالأمراض، وتفقدهم الذاكرة. يجتمع ثلاثة أصدقاء مسنين والعمل على خطة لمنح كرسي جامعي للدراسات النسوية. تكتب أتوود:

«نحن نصحح التوازن بين الجنسين»، تقول كريسي بتوبيخ: «لأن الكثير من المبدعين الذكور لايزالون يحصلون على الوظائف الكبيرة، ويفوزون بالجوائز والتكريم».

تقول ليوني: لا بأس، أنا أمزح. نحن نضع الأسس للجيل الجديد الشجاع من المبدعين الناشئين من غير الذكور، وبالمناسبة أنا أكره المبدعين أيضاً. إنهم ليسوا فئة منفصلة من الناس. فجميع البشر مبدعون!

أسرّت أتوود للجمهور بأنها لاتزال تكتب ثلاث صفحات يومياً - «بعد ذلك يمكنني أن أفعل شيئاً آخر»، وهي مدمنة استعمال الإنترنت، وألغاز الكلمات المتقاطعة، ومشاهدات لا تنتهي للتلفزيون البريطاني (مثلاً الآنسة ماربل، الأب براون).

ثم أردفت أتوود، التي كانت ترتدي ملابس سوداء من الرأس إلى أخمص القدمين مع وشاح منقط باللون البرتقالي والأحمر اللامع، للجمهور، إنها نادراً ما تقتل الشخصيات، حيث قضت الكثير من الوقت في مكتبة هارفارد في قراءة روايات عن السحر والشياطين في الأدب الإنجليزي.

«الشيء الذي مازلت أصر عليه هو أن يبقوا على قيد الحياة، وهو الحد الأدنى من المتطلبات. بعض الناس يقتلون جميع الشخصيات في النهاية. لم أفعل ذلك مطلقاً.. ففي النهاية يجب أن يكون هناك شخص ما ليروي القصة».

بعد 90 دقيقة من المحادثة الشائقة، اختتم المذيع تونغ المساء بسؤال الأسطورة الأدبية عما إذا كان التقدم في السن أمراً ممتعاً.

أجابت: «أكثر متعة مما تتصور.. في هذا العمر، لدي خياران. يمكنني أن أكون امرأة عجوزاً حكيمة، أو ساحرة عجوزاً شريرة - تلك هي الخيارات المتاحة للمسنات من النساء، حسب كلام عالم النفس كارل يونغ - جوابي هو ولماذا ليس كلتيهما؟».

باحث زائر في جامعة هارفارد

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.

تويتر