في التسعين

الأساس الهش

فرح سالم

دائماً ما يكون النقد ضد اللاعبين مع كل فشل على مستوى منتخباتنا الوطنية، وفي أحيان أخرى يتم تفريغ الغضب ضد المدرب، وهو الشماعة المعتادة للواقع المعاد، لكن لا يتم التطرق إلى السبب الرئيس وراء هذا التراجع المخيف لمستوى كرة القدم الإماراتية، على الرغم من أن الجميع يعلم تماماً أن الإدارات في الأندية هي المسؤول الأول.

لأن طريقة العمل المتبعة في الأندية ضعيفة، والدليل النتائج، عبر تقديم مواهب ضعيفة للغاية، لا تمتلك القدرة التي تمكنها من مجاراة الخصوم والمنافسة على المستوى الدولي.

لذلك قبل الحديث عن أي شيء، علينا مراجعة العمل الإداري في الأندية، ولابد أن يبدأ الاحتراف من الإداريين في المقام الأول، لأنه الأساس الذي تقف عليه اللعبة، خصوصاً أنه من غير الممكن أن يتم إدارة كرة القدم في وقت الفراغ وبالعقلية السابقة ذاتها، بأن يتم النظر إلى أمور النادي واللاعبين في الفترة المسائية بعد نهاية «الدوام»، في الوقت الذي يعمل غيرنا صباحاً ومساءً بغية تحقيق طموحاتهم، ونرغب نحن وبكل سهولة في أن نجاريهم عبر إدارة اللعبة بمنتهى البساطة.

يشتكي الشارع الرياضي والنقاد من أن اللاعبين يفتقدون العقلية الاحترافية إلى جانب ضعف إمكاناتهم الفنية وسلبيات عدة أخرى، وإذا نظرنا إلى الأسباب التي جعلتنا نصل إلى هذا المستوى، فكلها مرتبطة بضعف المردود في الأندية، لأن العقلية يجب أن تزرع في المراحل السنية وصولاً إلى الفريق الأول، والأمر ذاته بالنسبة لصقل الموهبة.

أشفق على حالة منتخبنا الوطني الأول عندما أنظر إلى القائمة التي تضم لاعبين جدداً، نعتبرهم شباناً صاعدين، بعضهم وصل إلى سن الـ26 عاماً ولا يملك في رصيده 180 دقيقة لعباً على المستوى الدولي، مع إمكانات ضعيفة مقارنة بالمنافسين، وبنية ربما تعد الأسوأ في آخر 20 عاماً على مستوى منتخباتنا.

صحيح أنه تم زيادة عدد المقاعد المؤهلة إلى المونديال المقبل، لكننا سنصطدم بواقع جديد، هو أن هناك منتخبات ستظهر وستأخذ مكانتنا بسبب الأساس الضعيف الذي تقف عليه كرة القدم، وبدلاً من البكاء دائماً على اللبن المسكوب، علينا أن نقف ولمرة واحدة فقط حول الحقيقة.

• «أشفق على حالة منتخبنا الوطني الأول عندما أنظر إلى القائمة».

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر